أبواء: وتنطق.. أبوى.. وهذا حسب علمي خطأ لعدم قبول المقاييس لها، وهو: موضع معروف، لكن.. الأبواء.. هذا يطلق على أمكنة ثلاثة: 1- قرب رابغ، 2- قرب المويه، قرب عسفان. والذي قرب (رابغ) يعتقد بعض الجهلة من العوام وعوام المتعلمين أنه يوجد فيه: (قبر آمنة بنت وهب) أم النبي - صلى الله عليه وسلم-، (وفي القرن الرابع الهجري) قدم أُناس من.. العراق.. من مجوس فارس أسلموا نفاقاً، وعلى جانب عظيم من(الدهاء.. وسعة الحيلة)، وسعوا حثيثاً لجعل قبر آمنة في الأبواء قرب رابغ بدل كونه قرب عسفان تحت جبل هناك في الطريق إلى المدينة، ثم إنهم ألَّبُوا العامة من العابرين والسُذَّج أن قبر (آمنة بنت وهب) هو هذا وليس الذي في عسفان، فصدقوهم لما رأوا عليهم من سيما التصوف والزهد وكثرة التحلق حول القبر المزعوم.
قلت: وهذا ثابت بالتواتر، وحال (قبر آمنة بنت وهب) كحال قبرالحسين أو رأسه أنه في القاهرة، وكذا كما يقال (السيدة زينب) وأن لها مسجداً معروفاً في القاهرة.
وليس أسرع من الأوهام إلى قلوب العامة والجهلة خاصة القبول فإنه يحصل لهم من العواطف والولع في القبر وصاحبه ما يجعلهم يحجون إليه ويطوفون ويتبركون، وقد كان هذا مقعد المجوس في القبر الذي في الأبواء، وهو: دجل وكذب وكذا حينما عمد الفاطميون في القرن الرابع بجعل الحسين أو رأسه والسيدة زينب في القاهرة، ومن العجائب أن ينقل رأس الحسين أو بدنه من العراق إلى مصر ثم يدفن هناك.
وقد تنبه كثير من العقلاء بعد دراسات ودراسات- علمية وآثارية ولغوية- إلى أصل الدس والزعم في هذا كله، ويقول أحد الذين يزورون قبر (آمنة) من الأتراك والباكستانيين: إننا نجد في أنفسنا غصة تجاه هذا وتركوا ما كانوا يقومون به تجاه القبر المزعوم.
أدوا: وهذا يكون على نحو ما يلي:
(أ) بفتح (دَّ) بتشديد (و)، بتسكين، و (الألف) بعدها (وا) ألف الفعل للجماعة ولابد في الفعل الجمعي مثل: جاؤوا.. كتبوا.. أدركوا.. لابد من الألف بعد: (الواو) ويلزم حذفها (الألف) بعد الجمع الاسمي مثل: قام طلاب الفصل وهم مسلمو الأعين، نجح مصلو المسجد في الوصول إليه.
ولست أعلم خلاف هذا لمخالف يقوم بخلافه دليل من حق معلوم.
وأدوا: أعطوا، وفعله: أعطى يُعطي، وعند الإتيان بفعل الأمر تحذف الياء مثل: أعطِ صاحب الحق حقه؛ لكونها حرف علة، وهو: عند المبرد وابن جني، وقال به عامة أهل البصرة، وأقرَّ به الأخفش. قال ابن لحيدان: وهو الحق لأنه من الصواب حذف ما موجبه أن يحذف في حالات الجوازم والنواهي والأمر في حالات كثيرة، وعليه عامة الحجازيين فيقال:
لم يُعطَ: فحذفت: الياء.
لا تغره: فحذفت الياء، وأصله: تغريه.
ومثل هذا الأمر.
وأدى.. أعطى، وتؤدي: تُعطي، فيشترك في هذا المذكر والمؤنث.
وهو لفظ يدخله المشترك اللفظي، فيقال: أودى: أهلك، وأودت أهلكت، وقال: إن نويرة (أودت بهم..) حين رثى: أخاه في زمن عمر - رضي الله تعالى عنه- رثاه حتى كف بصره.
وسمعت: تأدي، وهي يمنية، ووقع عندي وفيه إشكال (تادي) بدون همزة و(تأدي وتادي): (تأتي) وهي لغة قليلة لعلها قياسية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244