تنطلق كثير من الكيانات في سياساتها من منطلقات دون - كيشوتيّة، إذ تتسرّب لها بعض الأفكار من مثل: خطّ الجوع، وأمن المواطن، والمديونيّة. وتبدأ المعارك، والخطط، والاستراتيجيّات، واللجان، وفرق العمل، والخبراء. وأكثرُ من نصف هؤلاء يعرفون أنّ المعارك وهميّة، وشطرٌ آخر منهم يحسب أنّ تلك المعارك حقيقيّة، وثمّة نسبة ضئيلة جداً، هؤلاء هم الذين يحاولون إخراج المعارك وكأنّها حقيقيّة، ويشرفون على تطويرها. ومن كلّ من هذه القطاعات الثلاثة نجد أناساً من الرّعاع، ومن المثقّفين، ومن الرجال الأقوياء، والضعفاء أيضاً.

قلب مكانيّ:

- أزمة العالم الثالث أزمة إدارة.

- أزمة العالم الثالث أزمة إرادة.

وعي:

تاريخ الأمم يحكمه، فضلاً عن القوّة، عامل تفاوت الوعي، وبذلك تنقسم حالات الوعي، وتتفاوت كما يأتي:

1- وعي الآخر يسبق وعي الأنا: نكوص.

2- وعي الأنا يسبق وعي الآخر: توسُّع.

3- وعي الأنا يتساوق مع وعي الآخر: حالة توازن مؤقّت ستفضي بالضرورة إلى (1) أو(2).

هنالك ثنائيّة في العالم كلّه:

وعي الأنا - وعي الآخر

وعندما تتسع نظريّا: وعي النحن - وعي الآخرين.

في العالم الثالث: وعي السلطة - وعي الشعب

على الرغم من أنّ السلطة والشعب كلاهما (نحن).

دوام الحال:

كانت الأدبيّات تقول: دوام الحال من المحال. وأمّا الآن فإنّ دوام الحال لم يعدْ من المحال، وبخاصّة حين نجد أنّ ثمّة قوى مهولة، ومتضافرة، على الرغم من عدم اتّفاقها - تعمل جميعاً على تكريس الحالة الراهنة، إن جاز لنا التعبير.