كانت جماعة السرد انشقاقا على نادي القصة السعودي. هذا الانشقاق ليس لمجرد الرفض، أو التباهي، كان انشقاقاً جمالياً في المحل الأول هدفه الابتعاد عن (تجيير) الأنشطة الرسمية لصالح بعض الأشخاص، وبشكل مجاني.
مفهوم التجيير هذا ظهر حين سأل القاص يوسف المحيميد القاص فهد العتيق ذات مرة: (لمن تجير أنشطة نادي القصة السعودي التي تجهدون أنفسكم في حضورها؟).
تشكلت جماعة السرد في العام 1999م حين أعلن الروائي إبراهيم الناصر الحميدان تشكيل الجماعة التي ضمت عددا من الأسماء منهم: حسين علي حسين، د.سلطان القحطاني، أحمد الدويحي، محمد المنصور الشقحاء، طلق المرزوقي، عبدالله السميح، يوسف الذكير، ومن المنتسبين: (د. حسين المناصرة، عبدالله السمطي).
الجماعة كانت تسعى لحضور مستقل، كانت تعقد جلساتها الأولية في أحد المقاهي شمال الرياض، ثم بأحد الفنادق وسط الرياض، ثم تم التفاهم مع رئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور محمد الربيع على تخصيص مكان بالنادي للجماعة، بشروط الجماعة
كما يقول أحمد الدويحي، التي تتمثل بالأساس في مسألة (الاستقلالية). ناقشت الجماعة عدداً كبيراً من الأعمال السردية، ومن القصص القصيرة والروايات، ثم اختفى
مؤسسوها، وانتقلت إلى مجموعة من شباب الأدباء منهم: مشعل العبدلي، عبدالواحد
الأنصاري، وآخرون.. لكن الخوف من الدمج في نادي القصة السعودي الذي أدمج بالنادي الأدبي بالرياض مؤخراً، حيث تصبح الجماعة الحالية نواة لنادي القصة؛ ما جعل بعض مؤسسي جماعة السرد يفكر في إنشاء جماعة جديدة للسرد. ويشير الروائي إبراهيم الناصر الحميدان إلى أن الصورة باتت ضبابية، فهناك عدة جماعات للسرد، وهناك دمج لنادي القصة السعودي بأدبي الرياض، والبعض يرى وجوب إجراء تشكيل جديد لجماعة السرد قائم على الانتخاب، والنادي يريد أن تكون الجماعة نواة لنادي القصة، ومن وجهة نظري أرى أنه يجب الحفاظ على استقلالية جماعة السرد.
ويرى الكاتب أحمد الدويحي أن جماعة السرد لا يمكن أن تكون نواة لنادي القصة السعودي، ويرى أنه لا بد من انتخاب شخصية تدير هذا النادي، الذي وثق خلال فترة وجوده فنياً وأدبياً للقصة القصيرة في المملكة من خلال إدارة القاص خالد اليوسف له سنوات طويلة، وكان بمثابة المرجع لدراسة القصة القصيرة بالمملكة.