الحُبُّ أكبرُ والحُرُوْفُ بَنَانِيْ
فبما أُصَوِّرُ عالَمَ الأشجانِ؟!
تَأَبَى اللُّغَاتُ بأنْ تَفِيْ أبناءَها،
إنَّ اللغاتِ لئيمةُ الأَلْبَانِ!
وإذا اللُّغَاتُ تَثَاءَبَتْ عَنْ فِكْرةٍ،
فالصَّمْتُ صَوْتِيْ والسُّكُوْتُ بَيَاني!
وقصيدةٍ لا تَرْتَقِيْهَا أَنْجُمِيْ
فَلَكٌ مِنَ الوِجْدَانِ والتَّحْنَانِ!
تَخْتَالُ في تَاجِ المواهبِ، طِفْلَةً
طَمَّاحَةً، مِنْ عَرْشِها تَغْشَاني!
هَتَكَتْ شَبابيكَ الأُنُوْثَةِ شمسُها،
فاستيقظتْ كُلُّ الرُّؤَى بكيَاني!
إنْ تَفْنَ فلسفةُ الجَمالِ بلَوْحَةٍ،
فهِيَ الجَمَالُ ورِيْشَةُ الفَنَّانِ!
وتَفَتَّحَتْ في لَيْلَةٍ قَدْرِيَّةٍ
طَاقَاتُ قَصْرٍ شَامِخِ الإِيمَانِ!
صَوْتٌ سَمَاوِيُّ التَّدَفُّقِ نَبْعُهُ
يَنْثَالُ مِنْ قَلَمِيْ إلى شِرْيَاني!
مِنْ أَيْنَ يَبْدَأُ نَبْضُهُ أو يَنْتَهِيْ؟!
فلقد تَكَوْكَبَ في ذُرَى دِيْوَاني!
يا سُؤْلَ رُوْحِيْ.. سَلْسَبِيْلَ عُرُوْبَتي،
إنْ في الوُجُوْدِ وُجُوْدُها أَعْيَاني!
هُلِّي بَدَفْتِرِ أُغْنِيَاتي، فالثَّرَى
مُهَجٌ تَحَرَّقُ والحياةُ تَفَانِي!
كَمْ دَلَّهَتْني، أحرفًا وفواصلاً،
ورَمَتْ شِبَاكَ الصَّمْتِ في شُطآني؟!
فرسولتيْ لا شِعْرَ يَلْمَحُ صَرْحَهَا
مهما استطالَ مبانيًا ومعاني!
ماءُ السَّمَاءِ رَهِيْنُها لكنَّها
ليستْ تَرِقُّ لسَكْرَةِ الظَّمْآنِ!
تُغْوِيْ الملائكَ في فُؤادي تارةً،
وتَرُوْضُ طَوْرًا في دَمِيْ شَيْطَاني!
مِنْ جِدِّها ودَلالها تَبْنِيْ المَدَى
مُدُنًا شوارعُها بلا عُنْوَانِ!
ليْ في هَوَاهَا قِصَّةٌ شَعْبِيَّةٌ
وبها تَسِيْرُ قَوَافِلُ الرُّكْبَانِ!
تَرْوِيْ حِكَايَةَ سَيْفِهَا في مُهْجَتِيْ
وطُمُوْحَ خَيْلٍ تَعْتَرِيْ مَيْداني!
تَرْوِيْ بِأَنِّيْ في سَمَاها أَلْتَقِيْ
نِصْفِيْ الطَّلِيْقَ.. وأنَّهُ يَلْقَانِي!
أَنْفَقْتُ صَوْتِيْ كُلَّهُ في سُوْقِها
وسَكَبْتُ حِبْرِيْ في لَظَى أَلْحَانِي!
فَهِيَ البِدَايَةُ والنِّهَايَةُ، لا غَدِيْ
مِنِّيْ غَدَا، لا الأَمْسُ مِنْ أَحْزَاني!
سَأَحُطُّ رَأْسِيْ فَوْقَ صَدْرِ قَصِيْدَتِيْ
وأَهِيْمُ.. أَنْسَى أَحْرُفِيْ.. أَنْسَاني!