أبداً..
لا يمكن..
لأروقة العالم..
أبداً..
ليس..
لكل بقاع الدنيا..
بمن فيها..
وما فيها..
أن..
تأتيني
بمخلوقٍ..
من الثقلين..
يعشق لبنان..
ويموت في بيروت..
يقرأ لبنان..
ويفهم بيروت
بكل خلايا الحب.
وذرات الولاء
لا يفاضل..
ولا يراهن..
ولا يداهن
أو يهادن
بل يجاهد..
ويكابد..
مثل..
راشد فهد الراشد..
قبل أن تسألني عنه..
وترفع حاجباً..
قف..
إجلالاً لهذا الاسم..
قف..
تقديراً
ومهابة..
اجمع تاريخك..
واجدله بسيرة كل الشرفاء..
واحفظ هذا الاسم
كما ينبغي.. ويليق
فثمة ما يستحق..
ويروق
احفظه..
رتل أحرفه..
بالعربي..
وبالغربي..
وبالفصيح..
أو بالعامي..
ستنبعث منه..
في كل الأحوال..
رائحة لبنان..
ولون الأرز..
ونكهة بيروت..
لا أحد..
يسطيع..
أن يماري
لا أحد
يمكنه..
أن يكابر
أو يعاند..
فيمنح جينات لبنان
أو حمض بيروت
لغير..
راشد فهد الراشد..
لذلك..
لا يمكن لردهات الأرض
ومساكب أمطارها..
داخل بيروت..
أو خارج لبنان..
أن تختار مخلوقاً..
يكبر لبنان..
ويجل بيروت..
ينتشي بلبنان..
وينفعل ببيروت..
ويذوب..
ويبكي..
ويصلي لأجلهما
بكل النبل..
وفيض الوجد
وصدق الواجد..
مثل: راشد فهد الراشد..
إذاً..
وفي هذا الظرف الاستثناء..
لن أرثي لبنان..
ولن أبكي بيروت
ولن آسي لكرب الجنوب..
وإنما..
سأرثي..
لراشد..
وأبدي..
لراشد
وأصلي..
لكيلا يتفتت ذرات
ورمادا..
راشد فهد الراشد..
أعرف..
كما لا يعرف أحد غيري..
وأدرك..
كما لا يتمكن من ذلك سواي..
أن كل خلية صغرت
في تكوينه..
وكل ذرة كبرت..
من خلقه.. ودينه..
تتفصد قهراً..
وحزناً..
وفناء..
من أجل لبنان..
ولعيني بيروت
ووجه الجنوب..
شيء..
لا يمكن تفسيره..
لا.. الأرض..
ولا الأصل والمنشأ..
ولا الذات..
ولا التكوين
تمنح أمراً..
يتيسر تبريره..
لا أرثي لبنان..
ولا أبكي بيروت
ولا أندب للجنوب..
فلبنان..
قد لا يفهمني..
وبيروت
قد لا تستوعبني..
والجنوب..
أكبر من كل منابت أحزاني..
غير أني..
أعرف
يا أسباب القهر..
والذل..
والشر..
في هذا العالم
أعرف..
من أمشاج التكوين..
وحشاشات الروح..
كيف يتقوس شخص ويجالد..
اسمه: راشد فهد الراشد..
من أجل لبنان..
كيف ينثني..
على مساكب كربه وأساه
(كرمال) بيروت..
ولجبين الجنوب..
لو..
وقفت أمامه..
ورنوت إلى عينيه..
وقرأت قسماته..
لانثال منه
خطاب النار..
وخطب النور..
يضج..
يثج..
يمور..
يثور..:
أنا لبنان
أنا بيروت
وأنا الجنوب
أنا الموتور..
أنا.. الشاهد:
راشد فهد الراشد..
نعم..
أرثيك يا راشد..
نعم..
أبكيك يا راشد
فقد أصبحت رمزاً
لمن يزدهي..
ويزدان في لبنان..
وقد أمسيت عنواناً..
لمن يتفتت..
ويموت في بيروت
قدر.. لا كالقدر..
أن تطاول ما يعتري لبنان
من السواد..
قدر.. لا كالقدر..
قدر..
من أقدارك أنت..
أن ترى الجنوب يتلاشى..
أن ترى بيروت تستباح
من أرذل أعداء الله..
ولا تاريخ..
والإنسان..
وأن تمشي أجمل العواصم
نهباً..
للأفاقين..
والشذاذ..
والعرابجة..
واللصوص
وقطاع الحضارة..
قدر..
من أقدارك..
من أقسى أقدارك..
أن تتلوى بيروت
ويتشظى لبنان..
ولا تسطيع..
وأنت العاشق الأول..
سوى أن تضع يدك
على حشاشتك..
وتواري دمعتين
على خد رفضك
وإبائك..
قدر..
من أعنف أقدارك..
أن تتبدد أمام عمرك الميمون..
منابت أفراحك..
وأتراحك..
أن تتداعى أمام رؤاك..
مدارج قلبك
وعقلك..
وفنك..
وكتابك..
وأنت مكبل الوجد
والجسد..
والفعل..
والوجود
تبحث في تكوينك..
عن لغة أخرى
لا صلة لها..
بهذه اللغة الموبوءة
التي تتنادى
في سماء لبنان
وشوارع بيروت
ومنافي الجنوب..
فلا تظفر
بغير مزيد..
من أحزانك
وتلون أقدارك..
أيها العاشق الموتور
في عالمه الذي
يتفرد به..
ويتماهى به
ويتفانى فيه..
لك الله..
في حبك.. ووجدك المصادر..
لك الرب..
أيها النازف أبداً..
برفضك..
وقبولك
منذ أن كنت مدنفاً
في نجد..
وإلى أن صرت متيماً
باذخاً..
في بيروت
أواسيك - لو أستطيع -
وأنت تخطو
على حد الأسى والبلاء..
ما بين أقدارك..
ما بين أقسى أقدارك
دعني..
الآن..
أن..
أتحدى أروقة الدنيا..
أتحدى أقبية العالم..
أن تأتيني..
بشريد
من الثقلين
يتمزق الآن..
بين منافيه..
قهراً على لبنان..
وموتاً على بيروت
بشريد.. واحد
مثل راشد فهد الراشد..