كثر الحديث عن أهمية دعم نادي التعاون خلال فترة تسجيل اللاعبين الشتوية التي تبدأ في 1-1-2025 وأحقيته بالدعم بحكم مشاركة الفريق آسيويا، هذه المشاركة التي جاءت نتائجها الأولية مشجعة ومحفزة لدعم الفريق الذي تأهل من دور المجموعات متصدرا لمجموعته. وكثر الحديث أيضا عن مبررات هذا الدعم حتى أصبح المبرر واضحا للجميع.
لكن السؤال الأهم (المحصور بفترة زمنية، وبخيارات أقل) بحكم أننا في فترة انتقالات شتوية بخلاف الفترة الصيفية، هو كيف يتم تعزيز الفريق وتهيئته للحصول على بطولة قارية تضاف لسجل المملكة الرياضي في كرة القدم، كما تضاف لسجل النادي؟ وما مدى مسؤولية كل من وزارة الرياضة واتحاد كرة القدم بإداراته ولجانه المختصة؟ وما حدود مسؤولية إدارة النادي وفق إمكاناتها؟
لا شك أن إدارة النادي تتحمل المسؤولية في الاتجاهين، تجاه اتحاد كرة القدم وتجاه الجماهير التعاونية. فهي المنوط بها إيصال الرسالة إلى الجهات المسؤولة واللجان المعنية بطريقة مقنعة وبمهنية عالية توضح استحقاق التعاون لدعم يناسب المرحلة الحالية ولو بصفة استثنائية.
وهي -إدارة النادي- مسؤولة بصورة أكبر لعمل كل ما بوسعها وفق جهودها الذاتية لتعزيز خطوط الفريق بلاعبين يتوافقون مع المرحلة المقبلة ودرجة صعوبتها وحدة منافساتها، وفقا للتقرير الفني من مدرب الفريق.
وهذا الجانب (أعني مسؤولية الإدارة المباشرة) يحمل فيه الجمهور التعاوني عتبا كبيرا تجاه الإدارة!
فالتعاونيون جميعا لديهم تحفظات وعلامات استفهام عديدة تجاه تعاقدات الإدارة مع اللاعبين هذا الموسم سواء الأجانب أو المحليين وعدم تعويض الفريق بلاعبين مقاربين للذين انتقلوا عن الفريق (الفارو ميدران، وعبدالملك العييري نموذجا) والجمهور التعاوني يرى أن ما قامت به الإدارة في الفترة الصيفية (حيث الخيارات الأنسب) لا يعكس عملا احترافيا كافيا من قبل الإدارة، وأنه بالإمكان أفضل مما كان بقدر لا بأس به خصوصا بعد انتقالات حسن كادش وسعد بالعبيد وعبدالملك العييري وقبلهم كاكو، وما ترتب على ذلك من مردود مادي! لكن الجماهير عندما صاروا أمام أمر واقع آثروا دعم الفريق رغم تحفظاتهم.
وفي هذه المرحلة تأتي الفرصة ثانية للإدارة لتكون أكثر جرأة وأقدر على تصحيح وضع الفريق، إذ ليس دور الإدارة الفاعلة منحصرا في تسيير أمور النادي فقط، بل إن المؤشر لفاعلية الإدارة ـ أي إدارة ـ وتميزها هو مدى ابتكار الحلول النوعية وكيفية التعامل مع الأزمات، التي تمثل اختبارا حقيقيا لكفايتها.
وحاليا يخوض الفريق معترك بطولة قارية، هذه البطولة نظريا هي في المتناول، لكن الرؤية الفنية المتأملة تؤكد أن المنافسة على البطولة ستكون شرسة للغاية، نظرا لتفوق بعض الفرق في الإمكانات، كما أن من بين الفرق المتأهلة من هو أكثر تمرسا ودراية في هذه البطولة، ما يعني أن الفريق قد يغادر البطولة في أي مرحلة من مراحلها القادمة التي تزداد صعوبة مع كل مرحلة منها، وما لم تعمل الإدارة وفقا لهذه الرؤية فإنها سوف تفرط في فرصة ذهبية من الصعب تكرارها، وسيكون الإخفاق علامة قاتمة في تاريخ هذه الإدارة، وسيردد التعاونيون لأعوام ـ بحسرة ـ أن التعاون كان قريبا من بطولة قارية لو قامت الإدارة بما يكفي وفق مهامها ومسؤولياتها عطفا على الوضع المادي المستقر للنادي (حسبما جاء في نتائج الجمعية العمومية للنادي المنعقدة في 30-9-2024).
وعلى هذا فالتعاونيون ينتظرون من الإدارة المبادرة في تصحيح الوضع خلال الفترة الشتوية الحالية بثلاث صفقات على الأقل (بديلين للمهاجمين البرازيليين، جواو بيدرو وكاسترو وكذلك ظهير أيمن) هذا يمثل الحد الأدنى الذي يمكن الفريق من التوازن (ويخرج مدرب الفريق من المأزق الذي يعيشه حاليا مما جعله يرقع) تشكيلة الفريق في كل مباراة لسد النقص الحاصل في الفريق، الذي يدركه الجميع! كما أن التعاونيين يفترضون أن الإدارة تنظر إلى موقف الجماهير العاتبة ونقدهم بوصفه تغذية راجعة ترحب به وتستثمره، ومن ثم ينعكس على أسلوب أدائها.
لذا فالإدارة التعاونية على المحك خلال هذه الفترة، والجماهير التعاونية في حال ترقب وانتظار! فهل تقوم الإدارة التعاونية باتخاذ خطوات جريئة تكتب من خلالها مجدا يسجل باسم رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة ويروي شغف الجماهير؟ أما أنها ستفضل الاسترخاء على وسادة الأحلام وترك الأمور للصدف ثم اجترار وسرد الأعذار مع الحديث عن بعض ما تحقق خلال الفترة الماضية بوصفه إنجازات؟! بينما هو لا يحمل جديدا لأنه لا يعدو تكرار ما سبق في نظر الجماهير التعاونية، ولا يتناسب مع طموح وتطلعات الجمهور التعاوني والتعاون الحديث، هذا ما ستفصح عنه الأيام المقبلة.
** **
- سالم بن محمد العمري