ونادى بالتّحرُّرِ يا دمشقُ
نداءُ الحق إن الوعد حقُّ
وجاءَ الفاتحونَ وقد أقاموا
مع التكبيرِ صفّاً لا يُشقُّ
تَرَبَّوا في الخيامِ لكي يعودوا
أُولِي عهدٍ لِبِرِّكِ لا يُعَقُّ
وكانوا الأوفياءَ وأنتِ أُمٌّ
وحقُّ الأمِّ في الدنيا أحقُّ
وملءُ قلوبِهم شوقٌ تجلّى
وملءُ جفونِهم لِلقاكِ صدقُ
وفرَّ أخو المخازي وهو يدري
بأنّ مصيرَهُ ذُلٌّ ورِقُّ
تَتَرَّسَ بالغزاةِ فما أفادوا
وما كسبوا الرهانَ وما استحقُّوا
وقد باعَ الأبُ المقبورُ يوماً
ذُرا الجولانِ كي يبقى ويُبْقُوا
سلالاتٌ تنزّتْ في المخازي
وما نزعَ الخنا للمجدِ عِرقُ
طغوا حتى اشتكى الطغيانُ منهم
وأنكرَ بطشَهم غربٌ وشرقُ
وهل تنسى حَماةُ وساكنوها
من الفّجارِ تدميرٌ وحَرقُ؟!
وتدمرُ؟! والزمانُ له عيونٌ
وآذانٌ وأخبارٌ تَدِقُّ
وصيدنايا وتحتَ الأرضِ سجنٌ
وفوقَ الأرضِ أعناقٌ تُدَقُّ
وما الشهباءُ ناسيةٌ وحِمصٌ
وللأحزانِ في الأكبادِ عُمْقُ
وما سوريّةُ التاريخِ تنسى
من الأنذالِ وغداً يسْتَرِقِّ
لقد نطقتْ وقام لها بيانٌ
يصِحُّ به من الأحرارِ نُطقُ
وجاءَ الفتحُ ينسفُ كلَّ قُبحٍ
وعادَ الصبحُ مثل العيدِ طَلْقُ
فصونوا أيها الأحرارُ صونوا
مكاسِبَ حولها رعدٌ وبرقُ
وكونوا الأوفياءَ لكلِّ عهدٍ
جديرٍ بالوفاءِ ، ولا تَشُقُّوا
** **
- سعد عطية