لاشك بأن الإدارة الرياضية في الأندية تُعتبر المحرك الأساسي لتحقيق النجاحات، وهي المسؤول الأول عن بناء فريق قوي قادر على المنافسة في مختلف البطولات، وفي نادي الاتحاد برزت الإدارة الرياضية كنموذج يُحتذى به حيث استطاعت أن تصنع فريقًا متجانسًا يجمع بين الخبرة والشباب والأجانب المميزين مما أعاد للنادي حضوره ومستواه داخل الملعب.
ومن أبرز ملامح نجاح الإدارة الرياضية في نادي الاتحاد هو تحقيق التوازن بين لاعبي الخبرة ولاعبي الشباب، فبدلاً من التركيز على فئة واحدة عملت الإدارة على استقطاب أسماء كبيرة ذات خبرة طويلة قادرة على قيادة الفريق في المباريات المصيرية وفي الوقت ذاته منحت الفرصة للمواهب الشابة لإثبات أنفسهم وتطوير أدائهم في بيئة تنافسية، وهذا المزج أثبت فعاليته على أرض الملعب حيث أصبح الفريق أكثر تماسكًا وقدرة على التعامل مع مختلف التحديات، ولايمكن الحديث عن نجاح نادي الاتحاد دون الإشارة إلى نجاحه في التعاقد مع محترفين أجانب على أعلى مستوى، وركزت الإدارة على استقطاب لاعبين أجانب لا يتمتعون فقط بالمهارات الفنية العالية بل أيضًا بروح قتالية وعقلية احترافية تُسهم في تعزيز الروح الجماعية للفريق، هذه الخيارات انعكست بشكل واضح على أداء الفريق حيث أصبح لديه عمق في التشكيلة وقدرة على مواجهة الخصوم بأداء ثابت ومميز.
الإدارة الرياضية في الاتحاد لم تقتصر على التعاقد مع اللاعبين فحسب بل امتدت إلى وضع رؤية طويلة المدى تُركز على بناء منظومة متكاملة تشمل كل الجوانب من تطوير البنية التحتية إلى الاهتمام بالفئات السنية وهذا ما يتحدث به كثيراً المدير الرياضي بالفريق وتوفير بيئة محفزة للجهاز الفني والإداري، وهذا التركيز على التفاصيل والاهتمام بالاستدامة جعل الفريق مؤهلاً للمنافسة على الألقاب ليس فقط في الوقت الحالي بل أيضًا في المستقبل، وعلى الرغم من أن مفهوم الإدارة الرياضية أصبح أكثر شيوعًا في الأندية السعودية إلا أن ما يميز الاتحاد هو التطبيق العملي والناجح لهذا المفهوم، في حين أن بعض الأندية الأخرى ما زالت تعاني من سوء التخطيط أو عدم وضوح الرؤية، لذا نجح الاتحاد في ترجمة الأفكار إلى أفعال مما جعله أنموذجاً في كيفية استغلال الموارد المتاحة وتحقيق النتائج المرجوة.
رسالتي
نادي الاتحاد أثبت أن الإدارة الرياضية الفعّالة هي المفتاح لخلق فريق قوي ومتجانس يستطيع تحقيق البطولات وإسعاد الجماهير، نجاح الاتحاد في هذا الملف ليس مجرد صدفة بل هو نتيجة لجهود كبيرة ورؤية واضحة تجعل منه مثالًا يُحتذى به لبعض الأندية الأخرى التي تطمح للبناء السليم لتكوين فريق كرة قدم في طور التكامل.
** **
محمد العويفير - محلل فني
X: owiffeer