أقامت هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة مهرجانًا دولياً للفنون الأدائية الصحراوية في منطقة حائل، ليكون واحداً من المهرجانات الدولية النوعية بالمملكة، يترجم الفترة المرتبة التي تعيشها وزارة الثقافة، في ظل متابعة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، التي تتناغم مع تطلعات قيادتنا الرشيدة وخطابها الثقافي، الداعم لوزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة.
لن أبدأ بجهود تلك الهيئة منذ تأسيسها في فبراير من عام 2020م، وسأكتفي فقط من 2 أغسطس من العام الجاري 2023م وحتى الآن، فقد مرت هيئة المسرح والفنون الأدائية بمنعطفات مهمة، بدأت من مبادرة العمل والتعلّم في مسارها الدولي، وإعداد الممثل والارتجال، وإطلاق ورش برنامج صندوق الخيال.
وحرصت هيئة المسرح والفنون الأدائية عبر الدورات التدريبية في برنامج «طروق السعودية» على تمكين شباب وشابات المجتمع من مهارات توثيق تراثهم الفني وفق أسس ومنهجيات علمية، كما قدمت ورش العمل الافتراضية لتطوير مهارات صنَّاع المسرح بالممارسة والتدريب في الإخراج والمنولوغ والإنتاج، كما استضافت المملكة الاجتماع التحضيري للجنة مهرجان المسرح الخليجي للفرق المسرحية الأهلية؛ الذي يسعى للنهوض بالحركة المسرحية في دول مجلس التعاون الخليجي، وأطلقت النسخة الأولى من مهرجان النهام وذلك للاحتفاء بجذور فن النّهمة ومكانته الثقافية في المملكة ودول مجلس التعاون الخليج.
وحرصت الهيئة على إطلاق البرنامج التدريبي «حركة ونغم» لتعليم فنون الرقص والاستعراض، وذلك بالتعاون مع مسرح كركلا المختص بالمسرح الغنائي الراقص، كما أقامت فعالية العروض الأرجنتينية من خلال عروض فنية أدائية لخلق روابط ثقافية بين مختلف الشعوب، ونظمت الهيئة مهرجان الرياض للمسرح.
وبدأت جهودها في تدريب المدربين والمدربات على المهارات المسرحية، وأقامت حصصاً تدريبية متنوعة لدعم جميع الفئات العمرية وتنمية مواهبهم لمسيرة فنية صاعدة عبر برنامج «الفراشات والنحل والكبار للفنون الأدائية»، ونظمت ورشة عمل «صناعة مسرح الطفل» ضمن جهودها في إحياء ثقافة مسرح الطفل، وتعزيز الإنتاج المسرحي السعودي، ونظمت مهرجان أندية الهواة المسرحي الذي يهدف لرفع جودة المحتوى الثقافي واكتشاف المواهب المسرحية دعماً للحراك المسرحي المحلي.
وحرصت الهيئة على إشاعة الانتماء للوطن وتقدير قيادته الرشيدة، ولذلك كانت المسرحية الشعرية الغنائية للاحتفاء بيوم التأسيس «معلقاتنا امتداد أمجاد» عنواناً لذلك، في عمل فني غير مسبوق، وذلك على مسرح جامعة الأميرة نورة، بفكرة وإشراف عام من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ومشاركة مجموعة من الشعراء والفنانين والممثلين.
هذا ليس استعراضاً برامجياً، إنما هو مرور على الشواهد الجميلة التي أضاءت معالمها هيئة المسرح والفنون الأدائية، وستبقى -بإذن الله تعالى - نتائج عمل هذه الشواهد مفرحة لكل السعوديين في المستقبل، وهو ما يخلق حالة فخر واعتزاز مستمرة وطبيعية باتجاه رؤية السعودية 2030، ولا شك أن أفكاراً قادمة وحديثة ستكون ملهمة لإيجابية وأثر هذا الملف الذي واجهه الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي بالموهبة والخبرة والإبداع. اليوم وزارة الثقافة ممثلةً بهيئاتها المختلفة، تعيش أجواء في كشف المواهب والنوابغ غير مسبوقة تاريخياً، بجانب توجه حكومي للدعم والمساندة، لذلك سيكون النتائج مستقبلاً في فخر واعتزاز، وهو الذي يستحقه هذا الوطن العظيم.