غزة تلك البقعة الجغرافية الصغيرة.. لها قصة عجيبة، فهي لم تعرف طريقاً للراحة والفرح.. وإن فرحت فعلى خجل.. لكن قدرها إن لها موعدا متكررا مع أصوات الرعب وبراكين الغضب.. وكلما مشطت ضفائرها وتجملت للحياة.. لعلها تنسى جراحها الماضية و(السنين) العجاف إذ بها تستقبل مطراً برائحة البارود.. غزة لم تجد من يحضنها.. أو شاعر يتغنى بها إلا شاعر يتحمل منظر الأكفان..والأشلاء..
لها أبناء يرددون أين المفر!! الزاد شحيح والجسم جريح.. وكل صباح يباركون لمن بقى على قيد الحياة..
حلمٌ طال انتظاره.. لكن كيف يحلمون بدون نوم.. ولا مكان يهجعون به.. ولا مشفى يضمد جراحهم وبيت مال يواسي حوائجهم.. غزة بقيت صامدة وصابرة وصامتة لا تعرف شكوى إلا لله ودعوات.
غزة في سجنها الكبير احتبست دموعها وهي تودع أطفالها الذين لا ذنب لهم إلا أنهم ولدوا هنا.. ونساؤها ورجالها الذين جمعتهم في قبور جماعية.
نأمل أن نرى غزة تنعم بالحياة الكريمة وتطوي حياة (الموت والدمار) ويبقى الصوت السعودي هو (البلسم السياسي) الذي يمثل صوت الحكمة ونعم الشقيق لهذا الشعب المكلوم عندما تكالبت عليه الأمم..