لعب منتخبنا في معسكره الأخير بالبرتغال مباراتين تعادل في الأولى مع نيجيريا 2\2 وخسر الثانية من مالي 1-3. رافق ذلك ومابعده موجة انتقاد إعلامية وجماهيرية للمدرب السيد مانشيني ولأغلب لاعبينا. ولاشك أن هناك فرقاً كبيراً بين النقد والانتقاد. فالنقد يكمل العمل ويقومه ويكون منصفاً، والانتقاد لمجرد الانتقاد يهدم قيمة العمل ويكون مغلفاً بالإجحاف والتجني. وهو فرق يبدو أن البعض لايدركه للأسف، فيصبح النقد والانتقاد لديه سيان، دون أن يدرك بأن النقد هو «فعل غير منحاز يوضح الإيجابيات والسلبيات دون ظلم أو اتهام»، بينما الانتقاد يهتم بتصيد الأخطاء واكتشاف مواضع الخلل من دون تصحيح ومنذ مباراة الأرجنتين التي فزنا بها خلال كأس العالم بقطر 2022 خسرنا 7 مباريات وتعادلنا في واحدة. وإذا أخذناها بتروٍّ وواقعية نجد أن النتائج لم تكن مرضية لنا حتى قبل مجيء مانشيني والذي لم يمرن المنتخب إلا في حدود 12 وحدة تدريبية وهي فعلاً غير كافية لأي مدرب بأن يحدث تغييراً كبيراً في النهج وطريقة وأسلوب اللعب وحتى باختيار اللاعبين وضيق الوقت وضغط روزنامة الأندية والمنتخب.
ويبدو أن طموحاتنا كمحبين للمنتخب أكبر من واقعنا وهنا أقصد نوعية اللاعبين، صحيح أننا نمر في مرحلة انتقالية بين جيلين وهي تحتاج لوقت وصبر وبناء. أيضاً تحولنا للمدرسة الإيطالية الجديدة علينا تقريباً. مع اعترافنا بتأثير عدد اللاعبين الأجانب على مشاركة اللاعب المحلي كدقائق لعب تؤدي لنقص بخبراته واحتكاكه. ولنضرب مثالاً ومقارنة بسيطة مع آخر منتخبين قابلناهما نيجيريا ومالي حيث نجد كل لاعبيهم يلعبون في الدوريات الأوروبية باختلاف مستوياتها وأساسيين أيضاً. بخلاف لاعبينا الذين أغلبيتهم يشاركون كبدلاء بأنديتهم من الحارس العويس حتى المهاجم فراس اوالشهري. مع مشاركة 3 إلى 4 فقط من منتخبنا كاملاً مع أنديتهم كأساسيين وأحياناً أيضاً. إذاً هنا يكمن الفرق وجاهزية اللاعبين فنياً وبدنياً وهو بالطبع في صالح المنتخبات المنافسة. صحيح أننا نأمل من لاعبينا تقديم جهد ومستوى أقوى وأكبر مما شاهدناه وهم بمشيئة الله قادرون وأن يجعلوا وجود الـ8 لاعبين الأجانب حافزاً لهم ليطوروا مستواهم ويدخلون في منافسة معهم لإثبات وجودهم وبالنهاية خدمة المنتخب وتطوره.
خلاصة القول نحن في مفترق طرق بين دوري قوي أو منتخب قوي وهما صعب الجمع بينهما على الأقل حالياً. وإن كنا نأمل ذلك في المستقبل القريب. وبالتوفيق لأخضرنا دائماً وأبداً.
- كور مبرومة :
دورينا : ننتظرك بفارغ الصبر وخاصة بعد التوقف
نيمار : إصابته خسارة على دورينا قبل البرازيل والهلال
رونالدو : لاعب نهم لايشبع ولا يكل ولايمل
- خاطرة :
عهود سوف تبقى ما حيينا
وبيعتنا نجددها سنينا
لكم يا سيدي منا ولاء
وللأرض انتماء ما بقينا
** **
عبدالعزيز بن محمد الضويحي - مدرب وطني ولاعب نادي هجر سابقاً