ما زال الكرت الأصفر الرابع للمدافع علي البليهي يشغل الوسط الرياضي بالبحث عنه والاستعانة بفرق التنقيب للعثور عليه، ولا يهم من ينكر ذلك حتى وإن استفسر الهلال من رابطة دوري المحترفين عن صحة البطاقة الممنوحة للاعب وجاءه الرد اليقين بأنه إدخال خاطئ على موقع الرابطة فهذا لا يكفي فهم ليسوا أكثر منا دراية، حتى وإن اطّلعت لجنة الانضباط والأخلاق على تقارير حكام المباريات وتثبتوا من صحة مشاركة البليهي فهذا أيضاً لن يغير في الأمر شيئا، أيعقل بأن أصدق كل ذلك وأكذّب صحف ومواقع رياضية «غير رسمية» ذكرت بأن البليهي قد تحصّل على الكرت الأصفر الرابع ووقع بالمحظور لمشاركته أمام الأخدود؟! قليلاً من اللا منطق أرجوكم كيف لي أن استغرب هذا التفاعل الإعلامي على هذا الموضوع وهي القضية الأهم هذا الموسم وكان من الواجب الحديث عنه باستفاضة وتوسع كما حصل في الفترة الماضية، ما قيمة المنتخب ومبارياته وما يقدمه أمام حدث جلل كهذا ينبغي منا كرياضيين الوقوف ضده والمطالبة بالتحقيق مع مراقبي المباريات لعدم تضمين الكرت الأصفر الرابع الذي لم يشاهده أحد لعلي البليهي، أرجوكم لا تنجرفوا خلف الهوامش بالحديث عن سوء المنتخب في معسكره الإعدادي ومدى الكوارث التي تمت فيه ونحن لدينا قضية أهم، ماذا يعني بأن المنتخب بلا مهاجم حقيقي وظهير أيسر سوبر وجناح أيمن هداف ومنتج؟ ارحمونا من هذه النقاشات الهامشية ولنرتقي للبحث عن الكرت المفقود، لا نفس لي بالحديث عن معسكر لمنتخب خلّف لنا أكثر من 7 إصابات مما يعني احتمالية وجود خلل ولكنه يهون أمام الخلل الأكبر، أي إثراء معرفي أكثر من هذا إثراء في فترة التوقف الدولي حظينا به لمناقشة هذا الأمر وكم نحن محظوظون بذلك، لا تناقشوني ولا تضعوا الحقائق أمامي فالحقائق لم تخلق لي كصاحب لهذه القضية ومؤمن بها وبوجودها، افسحوا لي المجال وناقشوا قضيتي ولكن دون نفي، فكرة القدم خُلقت لمثل هذه القضايا وما نقدمه من طرح لهذه القضية يعكس مدى تطور الكرة السعودية والعودة لمناقشة مستوى الدوري والنقلة التاريخية للكرة السعودية ومستويات المنتخب والأندية واستضافة المملكة لمونديال 2034 والبنية التحتية وقرب انطلاق كآس آسيا بمستوى لا يبشر للمنتخب تظهر صغيرة جداً أمام حدث كبير مثل كرت البليهي المفقود، أوجدوا كرت البليهي أو زرعوه لا يهم وبعدها فلنتناقش في تلك القضايا الجانبية إن لم يشغلنا أمر خطير كهذا!
يقول نزار قباني: وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان.. وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان. رسالتي: إن أردت الاستمتاع بكرة القدم وإثراء المخزون الرياضي لديك فاجعل من هذه القضايا ومثيلاتها أولوية لك، وأعني بالتأكيد كرة قدم أخرى غير التي نعرفها.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer