تفسير قول الله تعالى:{ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب}
* ما تفسير قول الله تعالى في الآية الحادية عشرة من سورة الحجرات:{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات: 11]؟
- اللمز جاء ذمه والنهي عنه في هذه الآية، وفي قوله -جلَّ علا-: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة:1]، والويل كلمة عذاب، وقيل عنها: إنها وادٍ في جهنم -نسأل الله العافية-، فالأمر في ذلك شديد. واللَّمز هو: العيب والطعن، سواء كان بالفعل أم بالقول، فيلمز بلسانه، أو يلمز بعينه، أو يلمز بقوله، فعلى كل حال المسلم منهيٌّ عن ذلك، ولا يجوز أن يعيب غيره، ولا يطعن في أخيه المسلم.
{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} يقول البغوي: (التنابز: التفاعل من النبز، وهو اللَّقب، وهو أن يُدعى الإنسان بغير ما سُمِّي به، قال عكرمة: هو قول الرجل للرجل: يا فاسق، يا منافق، يا كافر. وقال الحسن: كان اليهودي والنصراني يُسْلِم فيقال له بعد إسلامه: يا يهودي، يا نصراني، فنُهوا عن ذلك. قال عطاء: هو أن تقول لأخيك: يا كلب، يا حمار، يا خنزير)، وكلُّ هذه أمثلة، حتى لو وجد مسلم قد قارف معصيةً ثم تاب منها فإنه لا يجوز نبزه ولا لمزه بها ولا تعييره بها، ويُخشى على الذي يفعل ذلك أن يُبتلى بمقارفة مثل هذا الذنب كما جاء في الأثر.
* * *
سجود المسبوق مرَّة أخرى في آخر صلاته بعد أن سجد مع الإمام
* يَذكر بعض أهل العلم أنه إذا سجد الإمام للسَّهو قبل السلام فإن المصلي يسجد معه، ثم إذا قضى ما عليه، وكان سهو الإمام قد أدركه المسبوق؛ فإنه يسجد للسَّهو مرَّة أخرى؛ لأن السجود الأول في غير محلِّه؟
- لا، لا يسجد، بل يكفيه السجود الأول، لكن لو سها فيما يقضيه من صلاته، وقد سجد مع الإمام السَّهو الأول؛ فمقتضى قول أهل العلم: (ومَن سها مرارًا كفاه سجدتان)؛ أن سجوده مع الإمام يكفي، ولا يحتاج أن يسجد مرَّة ثانية، ونظير ذلك فيما لو سها في صلاته، ثم سجد للسَّهو، ثم سها بعد السَّهو، بأن قام، وجاء بزيادة ركعة؛ فهل يسجد ثانية للسَّهو، أو يكفيه سجدتان؟ يكفيه سجدتان عند أهل العلم.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-