على الطرق السريعة وأحياناً داخل المدن والقرى نجد بعض السائقين -هدانا الله وإياهم- يتجاوزون الأنظمة بالسرعة الجنونية والتجاوز عن طريق الأكتاف أو من اليمين وكل هذا مخالف للأنظمة المرورية التي تحذّر من السرعة الزائدة عن المحددة من قبل المرور عبر لوحات وضعت على جانبي الطريق، وكذلك التجاوز عن طريق الأكتاف أو من اليمين، إذ يعد ذلك مخالفاً للنظام ويجب على قائدي المركبات التنبه لذلك والتقيد بالأنظمة حفاظاً على الأرواح والممتلكات سواء لقائد السيارة أو لغيره ممن يرتادون مثل هذه الطرق، وأيضاً توفيراً للمال بعدم أخذ مخالفات السرعة عن طريق الرادارات أو كاميرات ساهر أو غيرها من المخالفات، وكم من نفس أزهقت وراحت ضحية التهور وعدم اللا مبالاة من بعض السائقين والكل شاهد بأم عينه الكثير من الحوادث التي راح ضحيتها العدد الكثير من البشر موتاً وعاهة وإعاقة، وأتلفت مركبات دفع فيها ملايين الريالات، وكل هذا بسبب جهل البعض بالأنظمة ومخالفة البعض لها ظلماً وعدواناً من غير اكتراث بالعواقب الوخيمة التي ستؤول إليها وتنتج عنها تلك المخالفات، وقد حدث فعلاً ما لا تحمد عقباه، ومن يزور أقسام المرور ويطلع على إحصاءات الحوادث الكبيرة والوفيات والإعاقات سينبهر وسيدرك حجم الكارثة بمخالفة النسبة العظمى من أصحاب المركبات للأنظمة المرورية التي وضعت من أجل سلامة الجميع، ويكفي أن يعي هؤلاء أن ذلك فيه تهلكة للنفس وأنهم آثمون بفعلهم هذا ومخالفون للشرع الحنيف الذي أمر بالحفاظ على النفس وعدم تعريضها للتهلكة كيف لا وهم مأمورون بالحفاظ على الضرورات الخمس ومنها النفس، ويا ليتهم يدركون قول الباري جلَّ وعلا ويطبقونه في حياتهم ليسعدوا بعد مماتهم ويحذروا ويخافوا من أليم عقابه، يقول سبحانه وتعالى {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} والمتأمل حقيقة في وضع البعض وخاصة على الطرق السريعة يجد ما يجلب الخوف وعدم الارتياح، فأحدهم يتجاوز من الكتف بسرعة هائلة والآخر من اليمين وكأنهم في سباق من يكون في المقدمة ويصل الأول مما جعل البعض يعيش في قلق وخوف طول سيره في هذا الطريق، ووالله أنني أخشى من دعوات الناس على هؤلاء المتهورين وربما حصل ذلك فأصابهم ما أصابهم من حوادث أضرت بهم، فالحذر الحذر يا من آذيتم عباد الله من دعوات الناس عليكم وكنوا على درجة عالية من الوعي تعيشوا بسلام وتسلموا من المخالفات ودعوات الناس، وتصلوا لأهليكم بأمن وسلام، والله أسأل عبر بوابة الجزيرة أن يجنبني وإياكم الفواجع ومصائب الدنيا وحوادث الليالي والأيام ويجعلنا ممن إذا نبهوا انتبهوا، وإذا نصحوا أخذوا بالنصيحة، والله من وراء القصد.