ثلاثة وتسعون مرت على مسيرة السعودية الوطن والخير، ومهبط الوحي، ونشر الرسالة الخالدة، سنوات من البناء والنماء، وتحول نحو فضاء من الأمن والازدهار العصري المُتميز المبني على الحداثة والرؤية والحلم وسباق مع الزمن الرقمي، والسعي للاستمرار نحو قيم عالمية تُضاهي أكبر الدول تقدماً ورقياً وازدهاراً عنوانها تقديم خدمات لكل من أتى إليها غير متوقعة، وبشكل إيجابي، أساسها القانون واحترام حقوق الإنسان.. في عمر الزمن لا يُقاس الرقم بما مر من تلك السنين بل يُقاس بما تم إنجازه، وكيف وصلت هذه الجذوة لتضيء العالم أجمع، الدولة الأميز والأفضل على مستوى الإقليم ومستوى العالم الحي، بما قدمت وأنجزت في غضون سنوات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم خاصة بعد أن انتهجت نهجاً قويماً في عمليات الاستثمار في رأس المال الفكري والتدريب النوعي والاختصاصي، والاحترافي على كافة مستويات العمل الدؤوب، سواء في مجال التحول من التقليدية إلى الحداثة التي تنظم عملها القيم الراسخة التي تأسست، أو في عمليات الازدهار والتقدم بكافة الميادين والمجالات وأدواتها التي لا تتنافى وحقوق الإنسان وحريته فضلاً عن عمليات الاستحواذ على كافة الأدوات التي تُسهم في دفع عجلة النماء والازدهار والعمل والتعامل مع كافة الأفراد من مبدأ الإنسانية وأن التحول نحو الأنسنة هي الهدف الأسمى والأفضل والأقوى، كيف لا والنهج السعودي أصبح يواكب كل تقدم وتطور في مجالات عدة لا تعد ولا تحصى، لا تقف فقط عند أداء الواجبات التقليدية، بل أصبح هناك دور اجتماعي كبير ومتشعب، ومبادءة في العمل المُتعلق بتطوير وتحسين كافة الخدمات وتحقيق الرؤى التي تم بناؤها من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده المبدع المتمز الذي يسعى إلى رقي القيم المُجتمعية وأداء أدوار بعيدة عن مُجافاة الحقوق. من منطلق أن الفرد هو محور كل عملية تنموية مستدامة، ولا بد أن يكون شريكاً حقيقاً فاعلاً، مما يجعل الرضا عن الأداء السعودي أكبر تقديراً من قبل المُجتمع والإقليم والعالم أجمع، فيما تقل مساحة الخوف وينحدر الرسم البياني لكل ما هو مُجاف للتقدم ويصبح كل فرد هو رقيب بدون أن يكون هناك أي ضغوطات بل تأتي بشكل طوعي، ومن دافع حقيقي بأن الشركاء لا يمكن إلا أن يكونوا في قارب واحد هدفهم ورؤيتهم واحدة ناهيك عن رسم خريطة طريق بناء على الإنجازات التي حققها الأجداد، فيما هناك مساحة كبيرة لمن أراد أن يحمل معوالبناء والتحول إلى عصر جديد من النماء ضمن أسس حديثة فاقت التوقعات.. اليوم وبعد أن أطفأت مملكة الخير ثلاثة وتسعون شمعة من عمرها المديد تتطلع وبكل أمل يحدوها للوصول لمستويات متقدمة من تحقيق الازدهار والتنمية المستدامة بكافة مستوياتها، كيف لا وقد أصبحت شريكاً مع كافة المؤسسات العالمية شرقا وغربا، جعلها محط تقدير واحترام سواء أهلية أو حكومية هدفها من هذه الشراكات تقديم خدمات غير متوقعة للجمهور والقاصدين لها، تهدف إلى السعادة وبكل مقاييس السعادة، وهذا لا يعني أن يكون هناك جاحدون لما يتم تقديمه من خدمات جليلة ذات طابع إنساني هدفها تقليل الوقت والجهد والمال، وهذا يأتي من قبل المواهب السعودية الكبيرة التي تسعى إلى نقل مملكة الخير إلى مراتب الدول العالمية، حيث لا تقبل إلا بالصف الأول في قياس مستوى الأمن والرضا عن الأداء، فضلاً عن أن كل ما يتم إنجازه من أعمال حديثة تواكب عصر الثورة المعلوماتية وفضاءات الرقمية والإلكترونية والسيبرانية ما هو إلا بفضل الكفاءات البشرية، ورأس المال الفكري السعودي التي يتم اختيارها من خلال مسارات مميزة ودقيقة ومهمة، تسعى وبكل جاهزية لأن يكون أداء هذه الموارد غير قابل للمساوامة أو الوقوع في الأخطاء.. ثلاثة وتسعون أضاءت فناءت الوطن الكبير وقدمت هذه الجذوة الكثير خلال تلك السنوات شهداء رسموا بدمائهم حدود الوطن الذي يلامس الثريا ويجاور القمر، فلم تبخل على هذا الوطن، فقدمت أرواحها قرباننا ليسمو هذا الوطن ويرتقي هذا الحمى ويتميز.
** **
الأردن - عمان