في التاريخ الحديث والمعاصر قليل وجود القادة الماهرين الذين يمتلكون كارزيما القيادة، وأسرار النجاح، ويؤدون أمانتهم بالسلطة التي يتولونها لا لكونها سلطة، بقدر ما هي تكليف بالمسؤولية، وأمانة، وعدل، واستشراف للمستقبل، وهذا ما يتوفر بالقائد الملهم، والأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي تدرج في المسؤوليات، حتى تسنم منصب ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء بكل جدارة واستحقاق، ومن ثم رئاسته لمجلس الوزراء، وهو بهذا الحضور اللافت يسجل الإعجاب ليس أمام قيادته، وشعبه، بل أمام العالم أجمع بقياداته، وشعوبه، فهو سياسي محنك، واقتصادي باهر، وصاحب رؤية جعلت من بلاده رقمًا صعبًا، في دول العشرين، ولاعبًا رئيسًا في كافة اقتصادات العالم، فالقائد الملهم جاء وهو يحمل رؤية ترتكز على ثلاثة محاور مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح وبدأ العمل دون كلل، أو ملل ليحول بلاده في وقت قياسي، من بلد يعتمد في اقتصاده على سلعة واحدة، إلى بلد تتعدد فيه المداخيل ليجعل من المملكة رقمًا صعبًا في خارطة النظام العالمي الجديد الذي ليس فيه مكانٌ لغير القوي، وهو بذلك يعيد صياغة بلد وصفه في مقابلته الأخيرة إنه من معجزات القرن الحادي والعشرين، ولأن الشيء بالشيء يذكر دعونا نسترجع الماضي، ثم نربط به الحاضر فما فعله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه من بناء دولة توحدت قبائلها، ورسمت حدودها تحت قيادة هذا البطل الفذ، والتي بدأ بناؤها معه من الصفر فلم شعثها، وحول شعبها، وأرضها إلى دولة منتجة، ليسلمها إلى أبنائه البررة ملوك هذه البلاد رحمهم الله جميعًا، والذين تعاقبوا على الحكم وكان لكل واحد منهم بصمة في الحكم، والبناء والتنمية، والمنصف للتاريخ والذي يكتب عن سيرة الملك عبدالعزيز سيكتب عن قائد لا يتكرر، وحد كيان المملكة، وأدارها، وساس الأمور، ووظف الإمكانيات، وحل المشكلات، وتخطى العقبات، ونشر الأمن والاستقرار، ووضع نظام الحكم لدولته الناشئة، والمتابع لسيرته ومسيرته يلحظ بوضوح منذ اليوم الأول لدخوله لعاصمة بلاده الرياض استشرافه للمستقبل لبناء دولة عصرية فكان واثق الخطوة يمشي ملكًا في كل قراراته، ومعالجاته، وكيف كانت رؤيته الثاقبة قبل إعلان توحيد كل أجزء البلاد كان ينظر للأمور ومنها قراراته، في توطين البادية، ومجلس الوكلاء، ومجلس الشورى، والتعليم، وغيرها من الركائز التي توضح إن كل خطوة خطاها كانت مدروسويعرف نتائجها والتي كانت تعبر عن رؤيته لبناء دولة حديثة، واليوم يتبنى حفيده الأمير محمد بن سلمان نفس الفكر ويسعى من خلال رؤيته الطموحة في التطوير والتغيير وبما يناسب العصر والمرحلة، إذ بحق يعد امتدادًا لما بدأه الملك المؤسس وتعاقبه ملوك هذه البلاد فهو مدرسة متميزة في الفكر السياسي، والإداري يُعمل فكره، ويحفز رجالاته، وكافة أبناء شعبه، ويطلق لهم العنان لتحقيق آماله، وطموحاته، وهو بهذا النهج يؤصل ما فعله الملك المؤسس طيب الله ثراه، فثمة تشابه، وارتباط في التجديد والبناء، إن هذه المكتسبات القيادية التي ورثها الحفيد عن جده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - شيئٌ منها يحمل نفس الجينات، والشيء الآخر تم اكتسابه، بالعلم والممارسة، والمجالسة، والتي شكلت شخصيته، منذ نعومة أظفاره، كما أن لوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - دوره المباشر في صقله وتدريبه، ومن ثم اختياره بنظرة الخبير الثاقبة، وبفراسة المؤمن الصادقة، وجدارته في هذا المنصب كيف لا، والملك سلمان وعلى مدى عقود طويلة هو الأقرب التزامًا وحضورًا وتفاعلًا ومعرفة وقراءة بكل تفاصيل «البيت السعودي الحاكم» من الداخل، ولقد أثبت الأمير محمد بن سلمان منذ تسنم مسؤولياته الأولى جدارة فائقة امتلك معها أركان القيادة ومفاتيحها بكل كفاءة واقتدار وسجل لنفسه وللملكة العربية السعودية، النجاح اللافت في داخل المشهد السعودي، والعربي، والدولي، وهو يعمق لدينا بكل فخر واعتزاز رؤيته الجديدة والتي تتلائم مع واقعنا، وتاريخنا، وقيمنا، وثقافتنا، وثوابتنا، مع ما جعلنا نفتخر به من السمعة والمهابة التي باتت تسجل حضورنا في كل محفل دولي، والتي نقف معها ويتملكنا الفخر والزهو لكل ما تحقق، والتي جعل معها السعودية العظمى تتبوأ مكانها الطبيعي بكل عزة، وكرامة ليملي هو مواقف المملكة لا أن تملى عليه.
إنها الثقة بالنفس، المرتكزة على مجموعة من الأسس، والتي سجلت كل تلك النجاحات، فهنيئًا لنا بأميرنا الملهم وبرؤيته الطموحة 2030 والتي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وينفذها ولي عهده الأمين الأمير الملهم محمد بن سلمان حفظهما الله جميعًا، وجعلهما ذخرًا لهذا الوطن وشعبه المخلص.