في لقائه الأثير والمثير بدا الأمير محمد بن سلمان متمتعاً بأنواع من الكاريزما كان منها الكاريزما الإعلامية، والكاريزما السياسية، والكاريزما الاقتصادية.
كان الناس متشوقين إلى مقابلة كهذه، مستمتعين بلحظات أحداثها وفصولها؛ لكن السعوديين بلا شك هم الأعظم شوقاً، والأكثر استمتاعاً.
لا يشاركهم ولا ينافسهم في ذلك أحد سوى شخصية واحدة في العالم هو الإعلامي الرائع بريت باير مذيع فوكس نيوز لا سيما وهو يضيف لنفسه مقابلة يتمنى أساتذة الإعلام والصحافة إدارة حوارها.
اللقاء كان رائعاً وملفتاً للغاية تضمن في ثناياه قضايا مختلفة في السياسة، والعلاقات الدولية، والرياضة، والاقتصاد الذي جعله الأمير عصب السياسة السعودية الحاضرة.
لكن سموه وفي كل مناسبة لا يغفل ولا ينسى أن يشيد ببلاده السعودية ومواطنيها بكلمات تجعل من أحاديثه أيقونة يرددها العالم عامة والسعوديون خاصة.
هكذا قالها السعودية «أعظم قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين»، هذه العبارة الوجيزة هي أروع كلمة سمعها السعوديون في تمجيد وطنهم العظيم.
حين أطلق هذه الكلمة كان مؤدياً لها بأسلوب جاذب، وأداء بديع استطاع من خلال رسالته هذه أن يطلق البسمة على شفتي محادثه، والفرحة على قلوب أبناء شعب بلده الكبير.
إنني كمواطن سعودي أجد كلمة بديعة المعنى رصينة المبنى جعلها سمو ولي العهد كرسالة أنيقة يدعو فيها العالم إلى زيارة السعودية والتعرف على تاريخها وجمالها وتراثها؛ لكنها لأبناء شعبه تحكي مشهداً آخر يدعوهم فيها إلى الاعتزاز ببلدهم، ومعرفة فصول هذه القصة وحفظها، والمحافظة على مشاهدها حفظاً وحباً، وولاءً، وانتماءً.
والسعوديون على امتداد أعمارهم وحياتهم، وماضيهم وحاضرهم شركاء في قصة نجاح هذا الوطن؛ كتابةً، وروايةً، وحكاية، وإخراجاً، وأداءً، وإن شئت فقل تمثيلاً بمعنى أنهم كانوا في الحقيقة شركاء في ذلك كله توحيداً، وبناءً، وكفاحاً، ودفاعاً، ونماءً وتنمية.
كان الملك عبدالعزيز آل سعود رمز القصة وبطلها وسيدها، واستمر أبناؤه وأبناء شعبه في مواصلة أحداث القصة ونسج فصولها.
وحتى أكون أكثر وضوحاً وشفافية لقد بقي جزء قليل من السعوديين على مدى العقود القريبة في اكتفاء بالمشاهدة دون المشاركة، مستمتعين بالحضور والمباركة؛ اكتفاءً بغيرهم، أو تغييباً لعقولهم وتأثراً بالواردين عليهم، أو حرصاً على منفعة أنفسهم؛ مما جعل الوطن أحوج ما يكون إلى رؤية مدنية، وعمل دؤوب، ومكافحة للفساد.
فجاءت رؤية الأمير فجعلتهم جميعاً في بوتقة واحدة شركاء في قصة نجاح وطنهم، وألهبت في نفوسهم حب التنمية والبناء، وأيقظت في أرواحهم روح الوطنية بطريقة احترافية؛ جعلتهم يدركون أنهم يمتلكون وطناً مؤثراً بموقعه الجغرافي، وعمقه الديني، وثرائه الاقتصادي، وقبل ذلك كله بشعبه السعودي الوفي.
ختاماً: الحديث عن فوكس نيوز، وإطلالة الأمير حديث ماتع وجميل لا يشاركه جمالاً ودلالاً إلا جمال سنداله ملتقى اللقاء والمقابلة.
**
- د.محمد بن أحمد آل الدريبي الشهري