في تصوري أن المشرف الكشفي الناجح الذي لديه القدرة على بناء علاقة وئام مع قائد الوحدة الكشفية أو العشيرة، يستطيع أن يمكن ذلك القائد من الاستمرار والإبداع مع وحدته أو عشيرته الكشفية، فكلنا يعلم أن علاقة الوئام هي علاقة وثيقة ومتناغمة يفهم فيها الأشخاص أو المجموعات المعنية مشاعر وأفكار بعضهم بعضًا ويتواصلون بشكل جيد، حيث تمثل بناء علاقات الوئام رابطة عاطفية ومهمة في الحياة المهنية والشخصية للفرد، وبالتالي يفترض أن يكون ذلك هو ديدن المشرف الكشفي مع قائد الوحدة أو العشيرة، فوجود علاقة وتفاهم أوثق بين الأطراف يؤدي إلى المزيد من علاقات الوئام وعلاقات عمل أفضل، ويساعد في التأثير على القرارات والاستمرار في العمل الكشفي وقيادته وحدته أو عشيرته، فغالياً ما يؤدي تكوين علاقة في بداية محادثة مع القائد إلى جعل نتيجة المحادثة أكثر ملاءمة وإيجابية.
إن تطبيق أساسيات بناء علاقة الوئام ستمكن المشرف الكشفي من تطوير الثقة والانجذاب المتبادلين بينه وبين قائد الوحدة أو العشيرة، فالثقة المتبادلة تساعد في الاستعداد لمتابعة المشرف التغيرات التي يجب أن تحدث، فعندما يكون الناس على اتصال ببعضهم بعضًا، يتحسن التواصل اللفظي وغير اللفظي، وكلما زاد تقدير الفرد للتواصل مع الآخر، كان التوافق (الاتصال) مع الآخر أقوى، وبالتالي فإظهار الوئام لقائد الوحدة الكشفية أو العشيرة أمر مهم بشكل خاص في العلاقات المهنية لأنها تتطلب مستوى عالياً من الثقة، ويمكن اعتبار أهم تأثير لعلاقة الوئام أنها تركز الانتباه على النقاط الضرورية، وتزيد من القدرة المتبادلة على استيعاب المعلومات، ويمكن أن تتأثر تلك العملية عن عمد بالتقدم وبهدوء ثم القيادة، ففي التقدم بهدوء (التعقب) ينظر القائد المشرف في الظروف الحالية، وسلوك شريكه قائد الوحدة أو العشيرة في الاتصال، ويصف ذلك شفهياً في أنماط كلام معينة، تتيح تلك الأنماط تفسير المحتوى، مما يمكن المستمع من العثور على تجاربه الخاصة في هذه الكلمات، فالهدف هو أن يوافق المستمع (داخلياً) على ما يقال، بسبب الاتفاق، حيث ينتج عن هذا الاتفاق أن يضع المستمع ثقته في المتحدث، وقد يكون استخدام لغة الجسد مفيدة أيضاً، فيتقدم المشرف الكشفي بهدوء ليصل إلى هدفه وهو استمرار ذلك القائد في قيادة وحدته أو عشيرته وتطوير نفسه وعشقه للعمل الكشفي التطوعي.