عثمان أبوبكر مالي
بهدوء شديد صدرت (تعديلات) لائحة الانضباط والأخلاق الرياضية للموسم الرياضي الجديد، والتي اعتمدها مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبدأ العمل بها اعتبارًا من يوم الجمعة الماضي (11 أغسطس). وتهدف اللائحة إلى وقف (الإساءات الإعلامية) التي تحدث في الوسط الرياضي وعلى الأقل الحد منها، بعد أن انتشرت كثيرًا جدًا، وتكاد تكون (ظاهرة) في الوسط الرياضي، سواء عبر وسائل الإعلام الرسمية والتقليدية، وما ينشر ويقال في بعضها أو الوسائل الحديثة؛ مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وتكتك) والصحف الإلكترونية وغيرها، وأيضًا الأدوات أو (الأذرع الإعلامية) في الأندية الرياضية (الحسابات الرسمية) وما يخرج فيها من تصريحات وبيانات و(تغريدات) مع تفصيل كامل لنوعية المخالفات، ومن تتعرض لهم من الرياضين وخلافهم (اللاعبين ومسؤولي المباريات أو الأشخاص الآخربن) بالإضافة إلى تفصيل للعقوبات المنصوص عليها، المتعلقة بالاتحاد السعودي لكرة القدم وأعضاء مجالس إدارته أو لجانه القضائية أو اللجان الأخرى وموظفيها والعاملين فيها، مع وضع (تصنيف) لنوعية الإساءة، وما إذا كانت تصريحًا أو تلميحًا أو إشارات منافية للأخلاق الرياضية، ووضع توضيح يفند (العقوبات الجسيمة) كالإساءة والتجريح والاتهام، وأماكن ومواضع وأوقات وقوعها (قبل المباراة أو أثناءها أو بعدها)، وتفصيل العقوبات المنصوص عليها، والتي منها (الغرامات المالية والإيقاف طويل المدى) الذي يصل إلى الحرمان من المشاركة في أي نشاط يتعلق بلعبة كرة القدم.
ما أستغربه هو عدم الاهتمام باللائحة وعدم تناولها وتداولها في الوسط الرياضي، خاصة من قبل وسائل الإعلام والبرامج الرياضية تحديدًا، وهي من المعنيين بها جدًا، ولعل توقيت إعلانها حال دون ذلك، خاصة وأنه (تزامن) مع انطلاقة جولات (دوري روشن) والاهتمام الكبير بمبارياته واستقطابات الفرق الرياضية وصراع اللاعبين النجوم (فئةA) مع أن العقوبات (تخص) وتعني البعض منهم، ممن تعودوا على سهولة استفزازهم واعتادوا على (الخروج) عن المألوف في ردود أفعالهم تجاه ما يتعرضون له أو ما يسمعونه أو يطلق عليهم من هتافات في المدرجات من جماهير الفرق المنافسة.
كلام مشفر
(( اللائحة بعقوباتها المغلظة (فئة A) تستحق أن تجد الاهتمام والشرح والتفسير بشكل كبير وعلى نطاق واسع، حتى تكون واضحة ومعلومة أمام الجميع خاصة اللاعبين وجماهير الملاعب والمدرجات ووسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يتورط فيها متهور أو مستهتر أو حتى جاهل من المغردين والمشاهير، وحتى بعض الإعلاميين على النحو المنتشر كثيرًا هذه الأيام بلا مسؤولية.
(( تستحق، بل تحتاج (اللائحة) أن يتم توضيحها بتفاصيلها (كاملة) للوسط الرياضي بكل فئاته، وخاصة (المحترفين الأجانب) حتى تكون الأمور بينة أمامهم، بل أرى أن من واجب الاتحاد السعودي لكرة القدم (ترجمة) اللائحة وطباعتها بأكثر من لغة من اللغات (الحية) وتوزيعها على الأندية لتقدمها للاعبيها المحترفين الأجانب، كنوع من التوعية والتثقيف وتجنيبهم التفاعل مع أي استفزاز أو تقصد وذلك نوع من الاحتياط .. والاحتياط واجب.
يشمل نطاق تنفيذ اللائحة بالإضافة إلى الأندية والمسؤولين واللاعبين ومسؤولي المباريات؛ الجماهير الرياضية (كأفراد) والأشخاص الذين قد يقومون بأي (مخالفة) تستوجب العقوبة لأحكام اللائحة.
(( موسم مختلف تمامًا يشهده الدوري السعودي لكرة القدم (دوري روشن) الذي أنطلق نهاية الأسبوع الماضي، سيشهد الدوري في أول مواسم (التحول الرياضي) متغيرات كثيرة على صعيد الفرق والمنافسة أيضًا، ولعل البداية التي حدثت قبل انطلاقة المباريات (توحي بذلك) من خلال المؤشرات التي قدمت من أهم أربع فرق في الدوري.
(( النصر الذي خرج من الموسم الماضي (صفر اليدين) افتتح الموسم ببطولة معتبرة، والهلال الذي كان (وصيف بطل العالم) خسر أول مواجهات النهائيات المحلية بجدارة، والاتحاد الذي حقق الثنائية لم يرض جماهيره ولم يقدم ما يشفع له في بطولة الملك سلمان للأندية العربية، أما الشباب فاستمر كعادته في السنوات الأخيرة مشاركاً لا يملك شراسة المنافسة المطلوبة، مع ملاحظة أن ما حدث في البطولة الغالية (كأس الملك سلمان) كان والفرق لم تكتمل ولم تبدأ بعد إنما وهي (تسخن)!
(( كالعادة ومن الجولة الأولى (المخاوف) كبيرة من مستوى التحكيم المحلي، إدارة (حكام الساحة) أو حتى حكام الفار، الأسماء لم تتغير ويبدو أن المستويات أيضاً لم تتقدم، وليس من مجال أن يلوم جمهور أي فريق يشكو من التحكيم غير إدارة ناديه، فقد اختصرها اتحاد الكرة وسمح للجميع إحضار (طواقم من (حكام النخبة الأوروبيين) احتياطًا والاحتياط واجب.