عثمان أبوبكر مالي
نجاح كبير سجلته بطولة كأس الملك سلمان لكرة القدم (بطولة الأندية العربية) التي تستضيفها المملكة وتُقام مبارياتها في مصايفها الجميلة الثلاث (الطائف والباحة وأبها) منذ انطلاقتها.
شهد كثيرٌ من مباريات البطولة في (الدور التمهيدي) مستويات كبيرة وأداءً ممتعاً وتنافساً قوياً ومنافسة شرسة بحثاً عن التأهل إلى الدور الثاني في البطولة، المتوقع أن ترتفع وتيرة الأداء وقوة التنافس وحدة الأداء بين الفرق وحتماً سيكون العبور إلى الأدوار القادمة والمتابعة صعباً جداً لتقارب المستويات وصعوبة التعويض، ويبقى الأمل كبيراً يراود جماهير كل فريق في الوصول إلى النهائي بحثاً عن اللقب الكبير بجوائزه الضخمة المنتظرة.
المنتظر والمتوقع أيضاً في نفس الوقت أن يجمع النهائي بين فريقين سعوديين من الفرق الأربعة، خاصة إذا سارت الأمور طبيعية وحسب التوقعات وجنبت النتائج هذه الفرق من مواجهات مبكرة في الأدوار الإقصائية (خروج المغلوب) وسيكون النهائي تاريخياً حتماً ويكتمل بذلك التنظيم العالي والمميز جداً في ملاعب المباريات والتسابق الواضح بين لجان المدن الثلاث في التألق والتنظيم وإنجاز الاستضافة، بعد توفير كل الاحتياجات المقررة الصغيرة منها قبل الكبيرة ووضع جميع الإمكانيات المطلوبة في تصرف الفرق مع تلبية وتوفير الاحتياجات الإضافية غير المقررة عند طلبها.
الحضور الجماهيري كان مشهوداً في كثير من المباريات لفرق البطولة الجماهيرية المعروفة؛ السعودية منها والعربية الأخرى، وسيشهد (النهائي المنتظر) -كما أسلفت - حضوراً جماهيرياً طاغياً يتناسب ومستوى الفرق والأسماء والنجوم الكبار المشاركين مع فرق البطولة المتأهلة، وخصوصاً أنها المرة الأولى التي تشهد فيها البطولة مشاركة أسماء عالمية، على نحو (بن زيما وكريستيانو رونالدو ونيفيز وسافيتش وكانتي وكوليبالي وبرزوفيتش وبانيغا) وغيرهم من الأسماء (العالمية) وأمام الحضور الجماهيري الحاشد المتوقع في النهائي المنتظر، والذي لم يحدد بشكل واضح أين سيُقام بين الملاعب الثلاث المستضيفة، وهنا اقترح على (اللجنة المنظمة) النظر في إمكانية اختيار ملعب الجوهرة المشعة (مدينة الملك عبدالله الرياضية) في جدة ليُقام عليه اللقاء الختامي للبطولة، من أجل فتح مساحات أكبر أمام الجماهير الرياضية الراغبة والتي ستتدافع للحضور ومشاهدة المباراة وأيضاً لمواكبة (التشريف) الكبير الذي سيرعى المباراة، وليس من سبب لهذا الاقتراح سوى الفارق الشاسع في سعة مدرجات ملعب الجوهرة الذي يتسع لأكثر من 60 ألف متفرج، قياساً بسعة الملاعب الأخرى (بما فيها ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بالحوية) الفارق كبير جداً بين سعة الملعبين يصل إلى أربعة أضعاف تقريباً، إضافة إلى الإمكانيات (اللوجستية) الكبيرة المتوفرة في الجوهرة، والتي ستساهم في إضفاء مزيد من فرص الفرجة الرياضية على المستطيل الأخضر وفي النقل التلفزيوني المباشر على الهواء وفي المتعة البصرية في الإستاد ومدرجاته مع الفعاليات واللعب والأجواء وتجتمع بذلك الجوانب كلها التي ترسخ لبطولة تاريخية بكل المقاييس.
كلام مشفر
- تغيّرت كثير من تفاصيل مدينة الملك فهد الرياضية في الطائف، التي أعرفها جيداً، فقد واكبتها منذ افتتاحها (رسمياً) عام 1985م وشاركت في تغطية معظم بطولات كرة القدم الكبيرة التي استضافتها المدينة في ملعبها سنوات مضت، وأولها بطولة كأس العرب الرابعة للمنتخبات وبطولة كأس العالم للشباب (مجموعة الطائف)عام 1989م ودورة ألعاب التضامن الإسلامي الأولى عام 2005م وغيرها ولذلك شدني الحنين كثيراً للعودة إلى حضور بعض من مباريات بطولة كأس الملك سلمان بحنين ولهفة وشوق وحيوية أيضاً.
- على طريقة (شيلة بيله) تم تحديث ملاعب البطولة وتغيير بنيتها التحتية وتحسين وتطوير كافة المرافق، خاصة ملعب مدينة الملك فهد الرياضية والذي تحول إلى تحفة مختلفة بعد تغيير أرضيته ومقاعد مدرجاته وتحسين مداخله ومخارجه وتزويده بساعة نتائج إلكترونية حديثة وإن لم تستخدم بالشكل المثالي خلال البطولة حتى الآن.
- من إضافات البطولة في الملعب (المركز الإعلامي) المخصصة للإعلاميين والمزوّد بكافة الوسائل والأدوات المطلوبة واحتياجات الإعلاميين التي تسهل مهامهم وأداء واجباتهم ودوره في إثراء البطولة بالتغطية المطلوبة والمميزة.
- (الحمد لله على السلامة ) أقولها لكل لاعبي الفريق الاتحادي بعد نجاتهم من (المجزرة) التي نصبها لاعبو فريق الصفاقسي التونسي في مواجهة الفريقين في بطولة كأس الملك سلمان، وراح ضحيتها الكابتن طارق حامد وكاد أن يلحق به أكثر من اللاعب مثل كورنادو وبن زيما وجوتا وسط صمت مطبق من حكم المباراة المطالب بحماية اللاعبين وهو ما لم يفعله (بن لحلو)! الحكام المتساهلون ننتظر طردهم من البطولة غير مأسوف عليهم.