عثمان أبوبكر مالي
مخاوف كبيرة تنتاب كثيراً من جماهير فريق الاتحاد لكرة القدم، بعد مشاركة الفريق في أولى بطولات الموسم الرياضي (التاريخي) الجديد، وخروجه من بطولة (كأس الملك سلمان للأندية) بعد خسارته أمام الهلال في الدور ربع النهائي.
المخاوف مصدرها الجزع من أن تكرر إدارة النادي (الجديدة) سيناريو (الأخطاء الكبيرة) التي وقعت فيها إدارة (أنمار الحائلي) في أول عامها موسم 2019م، عندما تسببت في تعرض الفريق لنكسة كبيرة، قادته إلى أن يقترب من السقوط، وأوشك على الهبوط إلى الدرجة الأولى، لولا وقوف جماهيره الوفية مع اللاعبين (وقفة رجل واحد) وتم إنقاذه بفضل ذلك بعد الله سبحانه وتعالى ثم جودة الفريق عناصرياً.
كان السبب فيما حدث اتخاذ قرارات عشوائية (غير مدروسة) أقدمت عليها إدارة النادي، وهذا الموسم بدأته الإدارة أيضاً بقرارات غير مدروسة أولها وأهمها؛ دخول الموسم من غير إقامة (معسكر خارجي) لإعداد الفريق وتهيئته، والاكتفاء بمعسكر داخلي أقيم في مدينة الطائف، وبالتالي المشاركة في بطولة الملك سلمان للأندية (البطولة العربية) من دون خوض أي مباراة (إعدادية) قبل انطلاقتها، وتحويل مباريات البطولة إلى لقاءات (ودية) كان ثمنها خروج الفريق بعد هزيمته (المذلة) أمام الهلال بنتيجة 3/1.
النتيجة ليست القصد بقدرما المهم (تبعاتها) التي قد تنتج عنها وبدأت بوادرها الأيام الماضية، ومنها الحكم على بعض اللاعبين ومستوياتهم، وعدم ظهورهم بالأداء الذي يتوقعه الجمهور، وهو أمر طبيعي لفريق بلا لياقة بدنية و(لم ينسجم) عناصرياً مع بعضه، ولم يخض لاعبوه (أي مباراة مع بعضهم) قبل البطولة، والنتيجة أن الفريق قدم في البطولة مباراة واحدة فقط (حقيقية) هي مباراته الاستهلالية أمام الترجي التونسي، وقد ذكرت هذا بعد مباراة الشرطة العراقي وقبل الخسارة في مباراة ربع نهائي البطولة، كما أن قرار المشاركة في البطولة من غير معسكر أو إعداد، سبق وأن حذرت منه في حينه وذكرت من خلال مقال كتبته تحت عنوان (قرار إدارة الخصخصة الأول) نشر في هذه الزاوية بتاريخ 14 يونيو، قبل انطلاقة البطولة قلت فيه إنه (قرار غير موفق وغير عملي لفريق سيكون موسمه طويلاً جداً ومشواره صعباً وسيشارك في ست بطولات تنافسية قوية سيخوضها) وقلت إن المعسكر الداخلي (ينذر بإعداد قصير وضعيف، لا يحقق المتطلبات والاحتياجات التي تلزم الفريق الموسم القادم، خاصة البدايات المهمة، في بطولة الملك سلمان الهامة) وتمنيت من الإدارة الجديدة (إدارة شركة نادي الاتحاد) أن تتدخل وتغير القرار الخاطئ بعد أن تتعرف على مسبباته، التي لم أذكرها في حينه.
اليوم وقد حصل ما حصل، وخسر الفريق البطولة، هناك مخاوف أخرى من تبعات الخروج تتعلق بأحاديث عن تغييرات في عناصره وبعض أسمائه المستقرة، وقد يكون فيه تكرار لخطأ (موسم الفشل) أيضاً، عندما لجأت الإدارة إلى الاستغناء عن بعض الأسماء (الناجحة) مع الفريق واستبدالهم بآخرين، بحجة البحث عن (جودة الأداء) حيث تم التعاقد مع الثنائي لويس خمينيز(تشيلي) وايميليانو فيشيو(أرجنتيني) وكان ما يحدث تحت ذريعة (رغبات المدرب ونظرية (سييرا أبخص) والخوف - كل الخوف - أن يتكرر السيناريو هذا الموسم ايضاً مع استبدال اسم سييرا ووضع مكانه اسم المدير الفني الحالي فتتحول المقولة هذه المرة ومن جديد إلى (نونو سانتو خبّص).
كلام مشفر
« ما ذكر عن أن عدم إقامة معسكر خارجي للفريق كان بموافقة المدرب، ليس صحيحاً، الصحيح أن المدرب وضع أمام الأمر الواقع، وهو أن إدارة النادي لم تتخذ إجراءات إقامة معسكر خارجي، ولم تعمل على الحصول (على تأشيرات السفر) قبل الانتخابات تحسبا لنتائجها(....).
« النجاحات الكبيرة التي تحققت في بطولة كأس الملك سلمان (البطولة العربية للأندية) أمر منتظر ومتوقع بعد ما توفر لها من إمكانيات ضخمة وفرها الاتحاد العربي لكرة القدم ولجهود أعضاء اللجان وخبراتهم الكبيرة، وأيضاً ولمشاركة الفرق العربية الكبيرة، لكن النجاح الأكبر في البطولة هو بالتأكيد للحضور الجماهيري الكبير الذي يملأ المدرجات في كل المباريات وخاصة ملعب مدينة الملك فهد.
« نجاحات البطولة عكرها نوعاً ما، مستوى بعض الحكام المشاركين فيها، كانوا أقل مما هو متوقع، ولا زلت أرى وبشدة أن البطولة تستحق بل تحتاج في سنواتها القادمة، الاستعانة بطاقمين أو أكثر من حكام النخبة الأوروبيين، للمشاركة في إدارة بعض المباريات (المفصلية) ورفع مستوى التحكيم ومن أجل إفادة وتطوير الحكام العرب المشاركين.