سلطان بن محمد المالك
بعد توقف وانقطاع وارتباك لحركة السفر والنقل والسياحة حول العالم لمدة تتجاوز العامين بسبب جائحة كورونا، يلحظ المتابع أن هناك اندفاعاً وتسابقاً من المسافرين الراغبين في الترويح عن النفس والابتعاد عن الأجواء الكئيبة التي خلفتها تلك الجائحة في كل بلد حول العالم. هذا الاندفاع أربك عديداً من شركات الطيران العالمية والمطارات حول العالم التي ما زالت تعاني آثار الجائحة. حيث عديد من شركات الطيران كانت قد قلصت في أعداد رحلاتها وطائراتها وطواقم العمل لديها للتغلب على المصاعب التي تعرضت لها والخسائر التي تكبدتها مع توقف العمل خلال الجائحة. وما يحدث الآن من أزمات في كثير من المطارات العالمية مع سوء في تقديم الخدمات واستقبال الزائرين يؤكد ذلك.
ولو سألنا أي مسافر عن تجربته الأخيرة في السفر سنجد أن هناك إجماعاً بين المسافرين على تدنى خدمة السفر خصوصاً في المطارات التي تعاني نقصاً حاداً في عدد العاملين في الخدمات الأرضية والجوازات والجمارك ما سبب إرباكاً وتأخيراً في إجراءات السفر لعديد من المسافرين مع فقدان للأمتعة أو تأخر وصولها لوجهات السفر.
هذا الارتباك يبدو ظاهراً في معظم مطارات العالم وخطوط الطيران والفنادق والمطاعم والأماكن السياحية ويحتاج الأمر لمزيد من الوقت لإصلاح الخلل الذي حدث، بل تجاوز ذلك الى حدوث كثير من الإضرابات في عدد من المطارات العالمية بسبب تضرر العاملين في تلك المطارات ومطالباتهم إما في التعويض أو في تحسين أوضاعهم مع ضغط العمل وتفاقمه والضحية هو المسافر السائح الهارب من آثار جائحة كورونا.
المؤكد أن كثيراً من الناس أصبح لا يكترث لأي أخبار أو إعلانات تخص كورونا وحالات الاشتباه به، بل إن الاحترازات الخاصة به تم إلغاؤها في كثير من الدول حول العالم. وكثير من الناس يعلم أنه عندما يسافر سوف يجد عديداً من المنغصات التي تزعجه في السفر، ومع ذلك فالإصرار على السفر قائم.