سلطان بن محمد المالك
منصة تويتر الشهيرة هي موقع تواصل اجتماعي أمريكي يقدم خدمة التدوين المصغر والتي تسمح لمستخدميهِ بإرسال «تغريدات» من شأنها الحصول على إعادة تغريد أو/و إعجاب المغردين الآخرين، بحد أقصى يبلغ 280 حرفًا للرسالة الواحدة. تأسست منصة تويتر في عام 2006 من قبل قبل 4 شركاء. لاقى الموقع شعبيةً كبيرة في جميع أنحاء العالم وأصبح من أكثر منصات الشبكات الاجتماعية شهرة واستخداماً في نشر وتناقل الأخبار والآراء بمختلف أنماطها، ووصل عدد مستخدمي تويتر إلى ما يقارب 397 مليون مستخدم وحصة الشركة السوقية بين الشبكات الاجتماعية تقدَّر بـ 8.8 %.
يبدو أن النجاحات والشهرة التي حققها تويتر قد أغرت رجل الأعمال الأمريكي ايلون ماسك صاحب الـ 50 عاماً للدخول في الاستثمار فيه، وهو من نجح في استثماراته في أكثر من مجال وأحدثها سيارات تيسلا، وقد دخل في ملكية تويتر بحصة صغيرة في البداية قدِّرت بـ 9.2 % ما يعادل 73.5 مليون سهم. ومن ثم فيما يبدو وحسب قراءاته أن تويتر هو صفقته الناجحة القادمة، فقرر تقديم عرض لمجلس إدارة تويتر بالاستحواذ على كامل المنصة وأن يكون هو المالك الوحيد للمنصة.
وفي 25 أبريل من هذا العام 2022، وافق مجلس إدارة تويتر على عرض إيلون ماسك الاستحواذ على المنصة في صفقة رفيعي القيمة بـ 44 مليار دولار أمريكي، وجار العمل على إنهاء إجراءات التملك لتصبح ملكية خاصة فردية له.
بعد هذه الصفقة بدأ الحديث يكثر وتحاليل الخبراء تظهر عن توجهات ومستقبل منصة تويتر بعد تملك ايلون ماسك لها وإعلانه أنه سوف يتولى إدارتها لفترة انتقالية. ومنذ قبول الصفقة بدأ ايلون ينشط في حسابه في تويتر من خلال نشر بعض التغريدات التي توضح بعض توجهاته لتغيير أسلوب إدارة تويتر ومنها على سبيل المثال نيته جعل خوارزمية التغريدات مفتوحة المصدر بهدف تعزيز الشفافية ودعم حرية الرأي والتعبير، وحظر الروبوتات والحسابات الوهميّة، والتعديل على سياسة توثيق الحسابات، وفرض رسوم على التغريدات الخاصة بالأعمال والحكومات، وتحقيق إيرادات من الاشتراكات بدلاً من الإعلانات.
القلق بدأ يظهر لدى موظفي الشركة بمصيرهم ومصيرها، والتوقعات في علم الغيب ومن المؤكد أن تغييراً سوف يحدث في آلية عمل الشركة وإدارتها وموظفيها ومشتركيها، ولكن من قرأ عن شخصية ايلون ماسك وقدرته على التغلب على التحديات في كافة المشاريع التي استثمر في تملكها يدرك أن الشخص لم يقدم على شراء المنصة إلا لجعلها المنصة رقم واحد حول العالم في خيارات الشبكات الاجتماعية واضعاً نصب عينيه أن تكون مجدية استثمارياً وتحقق إيرادات وعوائد واعده مستقبلاً. لننتظر كيف سوف يعزّز من النجاحات التي تحققت ومضاعفتها.