محمد أحمد أبوبكر
من أصعب ما يمر بالمرء في حياته، هو أن يكون برفقة شخص حساس، ولست أعني بذلك من يكون حسه مرهفًا ورقيقًا، بل شخص يفسّر كل كلمة أو كل تصرف بأنه موجه ضده، أي أنه يمارس دور الضحية.
فكيف العمل مع مثل هؤلاء؟.
بدايةً أحب أن أقول إن الناس ليسوا على وتيرة واحدة، فمنهم السهل، ومنهم الصعب، ومنهم اللين، ومنهم القاسي، ومنهم الطيب، ومنهم الخبيث، وهكذا من أصناف الناس، وعليه فلا بد من التعامل مع كل شخص بما يناسبه وهذا فن من فنون الحياة لا بد من اتقانه.
الشخص الحسّاس لا بد من التعامل معه بحذر شديد، لأنه غالبًا ما يمارس التذمر والشكاية من كل شخص وكل شيء، فإذا ما عارضته بكلام مخالف، احمرّت عيناه وثار ثورة عارمة.
لذلك لا بد من الصمت وعدم الكلام والاستماع قدر المستطاع، لأنَّ هذه الفئة لديها ما لديها من الضغوط والمشاكل، فهم بحاجة إلى أن يُنفّسوا عن ضغوطهم، وإلى من يستمع إليهم ويتضامن معهم.
أنا أعلم أن هذا مثير للضيق والملل، وهناك طرق مفيدة لكي تتملص بذكاء من هذه المواقف الصعبة مع هؤلاء، والتي منها:-
- المجاملة بقول «اه نعم هذا صحيح، كلامك منطقي، ربما يكون هذا مناسبًا، هذا جيد» وما أشبهها من هذه العبارات.
- الانسحاب من هذه العلاقة بشكل تدريجي، بحيث لا تعطيه الأولوية والاهتمام إلا في أضيق الحدود (خاصة إذا كان هذا الحسّاس زميلك في العمل).
- لا تأخذ ما يقوله بكل جدية، فهو في فورة غضب وتذمر، اصمت وقم بهز رأسك، إلى أن ينتهي من إفراغ ما لديه، وبعدها انس نهائيًا ما قد سمعته، وانشغل بشيء آخر ( بمعنى أذن من طين وأذن من عجين).
يقول أحدهم أن لديه زميلاً في العمل حساس بشكل لا يُطاق، ومتذمر دائمًا، ومنفعل على طول الخط، ولا يحظى برفقة جيدة مع باقي الزملاء وهو يحب أن يكون منعزلاً وبعيداً عن الآخرين إلا في حدود العمل.
يضيف أنه في كل مرة يأتي إليّ لكي يكلمني بخصوص العمل وأمور أخرى وأنا أبذل جهدي لكي لا يفسر أي جملة أقولها تفسيرًا سلبيًا.
أرأيتم تلك المعاناة؟!
كان الله في العون