يتأثر علم الإدارة بالاكتشافات الجديدة كغيره من العلوم، وأحدث هذه الاكتشافات هي نظرية الفوضى، فالإدارة بمفهوم الفوضى تختلف كثيرًا عن الإدارة التقليدية التي تدرس في المعاهد والجامعات، فإدارة الفوضى تتسم بالسيطرة اللامركزية ومتغيراتها اللامتناهية، وعلاقاتها المعقدة وغير المباشرة ومجالها العالمي.
وتناولت المستشارة الإدارية الأمريكية باتريشيا هتشينجز في مؤلفها المعنون «إدارة الفوضى.. حلول عملية لإدارة الوقت والمعلومات»، قضية إدارة الوقت في زمن الفوضى بالتأكيد على أنها لا تتم على مستوى الخارج والآخرين ولا مستوى النظريات والمناهج، بل على مستوى إصلاح الداخل واكتساب المهارات الذهنية والنفسية.
واستعرضت الكاتبة مجموعة من الخطوات لإعادة فهم الوقت أولها يتمثل في صياغة المفهوم الداخلي للوقت من أجل القضاء على الإحساس بالعجز عن الإنجاز. وثانيها يتعلق بوضع تصور لليوم المثالي عبر كتابة قائمة بالأعمال التي يتكون منها ذلك اليوم، علمًا بأن المثالية هنا تنحصر في الإنجاز فقط، فحتى في اليوم المثالي يواجه الشخص نفس الصعوبات اليومية العادية.
أما عن الخطوة الثالثة فتتصل بوضع قائمة الأنشطة اليومية الفعلية بغرض مقارنتها بالتصور السابق عن اليوم المثالي لمعرفة أسباب العجز عن جعل اليوم الفعلي ليصبح يومًا مثاليًا.
وتتمثل الخطوة الرابعة في تحديد الفرد لمصفوفة قيمه الأساسية التي تحتوي على الأشياء والمهام وأكثر ما يهم الشخص في حياته، فمثلاً يختلف موقع العائلة بالنسبة للمستقبل المهني من شخص لآخر.
هذا وتتعلق الخطوة الخامسة بوضع أهداف مرحلية تنتقل بالفرد من مرحلة إلى أخرى كي تحقق غايته، ويجب أن تكون قابلة للقياس وذات توقيت محدد ومتعلقة بالمستقبل، وقابلة للتحقق. ووفقًا للخطوة السادسة لا بد أن تكون الأهداف المرحلية جزءًا من التصور للحياة المثالية.
وتطرق الكتاب إلى إشكالية التسويف التي تعتبر من أهم أسباب الفوضى، حيث يعود تأجيل أداء بعض المهام إلى عوامل عدة منها عدم الشعور بالجاهزية النفسية أو الذهنية أو البدنية لأداء المهمة، أو الاعتقاد بوجود مهام أكثر أهمية، أو انتظار حدوث شيء آخر قبل أن تبدأ في المهمة، أو تأجيل العمل إلى اللحظة الأخيرة نظرًا لتفضيل العمل تحت الضغوط.
وقدم الكتاب توصيات لتخطيط جدول الأعمال الأسبوعية، من أبرزها عدم تكديس الأعمال في الأيام السابقة على الإجازة والتالية لها، وكذلك وضع المهام الخطيرة والهامة في ثاني أيام أسبوع العمل لأنه من أكثر الأيام إنتاجية، بجانب تحديد ساعات للاطلاع والتدريب واكتساب المهارات الجديدة، وأيضًا إفساح المجال لممارسة الأنشطة الترفيهية.
** **
Aboodalzahim