يعيش العالم في هذه الأيام مرحلة حرجة، إنها مرحلة لم يعتادوا عليها من قبل، فشريط الأخبار لم يتوقف، ونزيف الدم لم يزل يسيل، ورئة الأرض تختنق، وأعني بذلك حوادث الحرائق المتسلسلة في كثير من الدول والبلدان، كان البعض منا يعتقد أن فيروس كورونا هو آخر سلسلة المصائب والكوارث على البشرية، ولكن الحوادث لم تزل موجودة، والمخاطر محدقة، وكما يقال فإننا نعيش على صفيح ساخن، ولكنه أمر الله تعالى سبحانه، ولله الحكمة البالغة، وعند ذكر تلك الحوادث، يتبادر إلى الذهن مصطلح إدارة المخاطر، فمن المعلوم أن هناك إستراتيجيات وإجراءات خاصة بإدارة الخطر والذي لديه احتمالية حدوث وتأثير على البيئة المحيطة به، فمن الإستراتيجيات المهمة في إدارة المخاطر والتي تطبقها بعض المنظمات هي تطوير خطط لإدارة تلك المخاطر، وتنفيذها عند وقوع ذلك الخطر والحرص على وضع خطط بديلة عند فشل الخطة الأساسية في مكافحة الخطر، ومن المهم أيضاً تدوين المخاطر المحتملة الحدوث مستقبلاً وذلك عن طريق عقد اجتماعات وجلسات عصف ذهني مع فريق العمل المعني بمعالجة الخطر، وذلك لجمع أكبر عدد ممكن من المخاطر، ومن ثُم تدون تلك الملاحظات في سجل خاص بها يسمى سجل المخاطر ويُحدَث هذا السجل ويراجع باستمرار ابتداءً من ظهور الخطر حتى نهاية تأثير الخطر نهائياً أو تلاشي احتمالية حدوثه، وعند ظهور ذلك الخطر المدون في سجل المخاطر على أرض الواقع يتم اتخاذ إجراءات وخطط تسمى خطط الرد والاستجابة لتلك المخاطر، وكل خطر لديه إستراتيجية خاصة لمعالجته، فهناك مخاطر ضعيفة التأثير والأهمية وهناك مخاطر ذات خطورة كبيرة يجب معالجتها فوراً، وهناك مخاطر لا يستطيع أعضاء إدارة المخاطر في المؤسسة معالجتها لقلة الخبرة، فيتم تصعيدها إلى إدارة عليا، وهناك مخاطر لا يمكن مكافحتها إلا بالتواصل مع شركات تأمينية لنقل مسؤولية هذا الخطر، وبعد ذلك تتم مراقبة تلك الخطط بعناية للتأكد من فعاليتها في معالجة الخطر، وإذا تبيَن أن تلك الخطط غير فعَالة يتم تطبيق خطط بديلة أو طارئة, وعادة فإن من يستخدم هذه الإستراتيجيات والخطط هم المنظمات ذات العمل المشاريعي، ولكنها قد تستخدم من جهات أخرى أو على مستوى الأفراد مع الاختلاف في التطبيق وفقاً لحجم وتأثير الخطر، وفي النهاية، فإنه من المهم اتخاذ إجراءات استباقية تمنع حدوث الخطر قبل وقوعه، حتى لا يحصل هناك فقد في الأرواح والممتلكات، حمانا الله وإياكمن كل خطر.