غلينديل كاليفورنيا - (أ ف ب):
تحسباً للحرائق التي تأتي على مساحات واسعة في كاليفورنيا سنوياً، تستعين فرق الإطفاء في الولاية برؤوس ماعز تقوم مهمتها على رعي العشب لتخليص الأراضي من أي نباتات قابلة للاشتعال وحماية المنازل المجاورة من النيران.
وينتشر قطيع من حوالي 80 رأس ماعز على الأراضي المحيطة بمرتفعات غلينديل قرب لوس انجليس. هذه الحيوانات موجودة منذ قرابة عشرة أيام في المكان، مع مهمة محددة تقضي برعي الأعشاب لمنع تمدد النيران إلى المنازل. وقد كان 2020 أسوأ عام في تاريخ كاليفورنيا الحديث على صعيد الحرائق، إذ أتت النيران على أكثر من 1,5 مليون هكتار من المساحات الحرجية. ومع موجات القيظ المتكررة والتغير المناخي، تخشى السلطات أن تصبح هذه المآسي الطبيعية أمراً اعتيادياً. لذا فإن أي مساعدة في التصدي للحرائق مرحب بها من أي جهة أتت.
ويوضح جيفري راغوزا قائد إطفائيي غلينديل لوكالة فرانس برس «بدأنا نسمع كثيراً عن رؤوس الماعز من السكان وباقي الإطفائيين والمدن الأخرى، وكلما تعمقنا أكثر في الموضوع أدركنا مدى فعاليتها واحترامها للبيئة».
مناطق عازلة
وبالإضافة إلى المساهمة في الحد من تمدد النيران من خلال التهام الأعشاب والنباتات القابلة للاشتعال بسرعة، ينشئ الماعز مناطق عازلة بين المساحات الحرجية والمساكن. هذا النوع من الأروقة يتيح للإطفائيين التدخل في «بيئة أكثر أماناً» مع إبقاء النيران على مسافة بعيدة، وفق راغوزا. ويؤكد المسؤول أن هذه المواشي ليست سوى جزء من آليات مكافحة الحرائق، غير أن مساهمتها في هذا المجال إيجابية إذ تقلص الأعباء الملقاة على البشر لناحية إزالة الأعشاب الضارة تحت شمس الصيف الحارقة، وهي مهام تتطلب في الأصل ساعات طويلة خصوصاً في المناطق ذات التضاريس المتعرجة. كما لا يجب إغفال ذكر «خطر الإصابات الدائم لدى أفراد الطواقم العاملة»، فيما «لم نر بعد أي ماعز يسقط» خلال أداء هذه المهام، بحسب قائد الإطفائيين.