«الجزيرة» - خاص - غدير الطيار:
كان لزيارة سلطان عمان هيثم بن طارق، إلى المملكة ووصوله إلى مدينة «نيوم» شمال غربي اَلسُّعُودِيَّة أثرها الكبير في نفوس الشعب سواء السعودي أو العماني، حيث تعتبر هذه الزيارة والتي تستغرق يومين هي الأولى له خارجياً منذ توليه الحكم في 11 يناير - كانون الثاني 2020.
فكانت ردود الأفعال من قبل أبناء البلدين وقبلها الأرض احتفت، حيث تزيّنت شوارع مدينة نيوم السعودية بأعلام المملكة وسلطنة عمان لاستقبال سلطان عمان الذي يبدأ زيارة تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقد كان لهذه الزيارة الأثر الكبير على الكثيرين، حيث التقت «الجزيرة» وفي استطلاع خاص عن هذا الموضوع ببعض من مواطني دولة عمان الشقيقة، حيث عبّروا عن سعادتهم وفرحتهم بهذا التجمع للدولتين الشقيقتين ويتطلع أبناء البلد الواحد إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتعاون كذلك في مجال التجارة والاقتصاد بالإضافة إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يخدم توجهات البلدين لتحقيق رؤية المملكة 2030 ورؤية عمان 2040، وما تتضمنه الرؤيتان من مستهدفات ومبادرات للتنوّع الاقتصادي والاستثماري.
من جانبه تحدث لـ»الجزيرة» سالم السلامي فنان تشكيلي عُماني وعضو بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية، حيث عبر عن سعادته وسعادة الشعب العماني وقال بمناسبة دعوة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- للسلطان هيثم بن طارق المعظم وجدت بأنه من الواجب أن أقدم إهداء باسمي وباسم الشعب العُماني من خلال لوحة فنية أُعبر خلالها عن صادق المحبة والأخوة بيننا وبين السعوديين شعباً وحكومةً، آملاً أن تنال اللوحة بعضاً من رضاكم. وكما هو معروف المملكة العربية السعودية لها تاريخها العريق ومكانتها السياسية والاقتصادية.
ومن جانب آخر ذكر الملقب بسفير الكلمة الطيبة الخليجية أبو راشد لـ»الجزيرة» أن المواطن العماني سعيد بهذه الزيارة مؤكّداً على المستقبل الواعد بين المملكة وعمان في العلاقة والمصالح، مشيراً إلى محبة الشعب العماني للشعب السعودي وأن رابط النسب والجيرة والكرم مكرراً قوله نشهد الله أننا نحبكم بالفطرة ومن زمان.
وفي ذات الشأن قال خلفان الطوقي - محلّل وكاتب في الشؤون الاقتصادية لـ»الجزيرة» أن العلاقات المتينة بين عُمان والسعودية هي خيار إستراتيجي من كافة الجوانب، فمن الناحية الإستراتيجية، كلا البلدين عمقهما مشترك، هذه الكلمة ليست كلمة هلامية، وإنما هي بسبب ارتباطهما ببعضهما البعض جغرافيا، والطريق البري المُرتقب الذي سوف يتم افتتاحه قريبًا سوف يزيد من هذا العمق، إضافة إلى ارتباطنا المشترك مع الحدود اليمنية. وتابع قائلاً أما من الناحية السياسية، فهناك ملفات نحتاج فيها لبعضنا بعض، فكما هو معروف أن المملكة لها ثقل سياسي عالمياً وَإِقْلِيمِيًّا ولاعب رئيس في عدة ملفات، وهي الشقيقة الكبرى في مجلس التعاون، كما أن السلطنة وسيط محايد موثوق به في ملفي إيران واليمن الذي يتقاطع مع المملكة، وتسعى عمان لحل هذه الملفات المعقدة بهدوء وروية وبما يخدم السلم الإقليمي.
وأشار إلى أن السعودية دولة محورية في العالم من جميع النواحي دينياً واقتصادياً وسياسياً في الحاضر والمستقبل، والذكاء العُماني يكمن في أن يجد كل الثغرات لينمي علاقاته مع المملكة ويزيد من أوجه التعاون المشترك، وتحويل أواصر التلاحم الأخوي من شعارات جميلة إلى عوائد وفوائد ملموسة تنفع البلدين والشعبين وكافة بلدان وشعوب الخليج.