الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد باحث متخصص بشؤون الأوقاف أهمية تقريب علم الأوقاف وتسهيله للمسلمين وتحفيزهم على الوقف في سبيل الله مهما قل أو صغر، لأنه سنة ماضية وشعيرة عظيمة باقية جاءت بها النصوص الشرعية.
وقال الأستاذ عبدالله بن عبداللطيف الحميدي في مقدمة إصداره الجديد «الوقف المصور» أنه رغبة في تسهيل علوم الوقف وتقريبها للأفهام والعقول، ولكون الصورة تختصر كثيراً من الكلام وتوصل الفكرة بشكل أدق وأسرع، ورغبة في حث الناس على الخير وبيان سبله المختلفة والمتنوعة ووسائله المتعددة جاء هذا الإصدار؛ فمن لا يستطيع بناء مسجد يمكنه توفير مصحف، ومن لا يقدر على إنشاء مستشفى ربما استطاع توفير جهاز لغسيل الكلى، ومن عجز عن إنشاء مكتبة وقفية قد لا يعجز عن وقف كتاب، ومن لا يملك مزرعة يوقفها قد يتمكن من غرس نخلة أو شجرة يستفاد منها، وغير ذلك من أبواب الخير.
وقدم الباحث عبدالله الحميدي بعض الوصايا والتوجيهات للراغبين في الوقف، وهي أن يحرص الإنسان على أن يكون له في كل باب منها قربة يتقرب به إلى الله تعالى، كما يحسن بالمسلم قبل أن يشرع في هذه العبادة الجليلة أن يتهيأ ويستعد ببعض الأمور ومنها: أن يجاهد نيته في أن يكون وقفه خالصاً لوجه الله -تعالى- لا يريد به رياءً ولا سمعة وليجعل قدوته في ذلك الخليفة الراشد، صديق الأمة رضي الله عنه الذي أنزل الله -تبارك وتعالى- فيه: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى} (17-21) سورة الليل، كما أن من الأمور المهمة التي ينبغي للواقف الاهتمام بها قبل أن يوقف أن يستشير أهل العلم والفضل وأهل الدراية والخبرة في شؤون الوقف وما يتعلق به من الناحية الشرعية ومن النواحي التنظيمية والإدارية والمالية، ونحوها، وأن يبادر المسلم بالوقف، وألا يتأخر فيه فإن «ماله ما قدم ومال وارثه ما أخّر» كما أخبر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- (البخاري، 6442)، وليحذر المسلم من التأجيل والتسويف؛ فإنها من حيل الشيطان التي يحتال بها كي يصرف المسلم عن هذا الباب العظيم من أبواب الخير.
وأن يثبت وقفه لدى جهات الاختصاص في المحاكم الشرعية فهذا أفضل وأحفظ للوقف، وربما تعطلت بعض الأوقاف أو وضعت عليها أيدي بعض المعتدين بسبب التفريط في إثباتها لدى الجهات المختصة، وأن يقيم المسلم على وقفه الناظر الأمين الذي يعرف فضله وعدله وأمانته، وأن يرتب شأن الاستخلاف في الولاية بعد الناظر حفظاً للوقف وحماية له.
وأن يعتني بمصارف الوقف فيختار المصرف الأنفع والأحوج للمسلمين وأن يجعل في نصّ وثيقته ما يفيد بتغير المصرف وفق حاجة المسلمين في كل زمان ومكان، كما ينبغي للمسلم ألا يَغفل عن قرابته المحتاجين فالأقربون أولى بالمعروف والإحسان، وأن يجعل من مصارف وقفه ما يعين على البر والصلة واجتماع الأسرة وتقاربها.