محمد علي علوان يضع لعناوين القصص ومضامينها دلالاتها الواضحة التي تشير إلى ذلك الغرض في مواضيعه المأخوذة من واقع المكان والإنسان ويضع نفسه في المشهد الذي ربما شارك فيه أو دونه بفكره وسماع رواياته السابقة من أهل المكان الذي كان له معهم سيرة وعلاقة ربطته بتلك الحكاوي والروايات المتأصلة من الجيل السابق المحمل بقصص الزمن المأخوذة من طبيعة المكان فينطقهم بلسان أفكاره التي تظهر بين الحين والآخر على ما يكتب وما يروي ويتحرك مع حركة شخصياته التي تمثل الرمز والحكاية والسيرة لما يكتب هو دائماً يكون أكثر دقة وشمولية في المضامين التي يرويها ويقدمها على أطباق من واقع المجتمع ليدخل بها في أعماق المتلقي مترابطة ومحبوكة بتجربته الثرية والعميقة ولذلك يبدو واعياً لتلك الحقيقة، لا شك أن محمد علوان يذهب بنا كثيراً إلى عالم الريف النقي حيث الانتماء والواقع الذي عاشه بين بيوت الطين وأشجار العرعر وأماكن المياه وحقول القرية وأصوات الرُعاة التي تبدأ مع شروق الشمس يصاحبها دبيب الأغنام ومزمار الراعي وصدى تلك الأنغام بين الجبال التي تُطل على مرابع القرية فيكسوها حنيناً للعودة إلى تلك المساءات وجلسات السمر ومنها يقتنص محمد أحاديثهم ورواياتهم وتجاربهم ويغلفها بروحه وتعبيره وأحاسيسه التي يقدمها لنا محمد يصنع الحدث بقالب التشويق والمتعة واللهفة التي تبقى معنا وتبقى حدثاً نتناقله ونرويه ونحفظه ونجمعه بحرص لأنه من محمد علي علوان.
** **
- عبدالله شاهر