* قال - على ذمته -: «عندما شرعت في قراءة الرواية «الفائزة»، هالني ما قرأت..! فَكَمُ الأخطاء الموجودة فيها كان عظيماً، سواء على مستوى اللغة، أو علامات الترقيم، مما يؤكد أن الرواية لم تُراجع حتى على مستوى التحرير اللغوي.. أو على مستوى الصياغة الأدبية.. أو الأسلوبية»!
* ومما هال محاكيكم، قول شاهد «العيان»، ضمن أهوال ما هاله: «هالني تناقض التراكيب.. وسوء الصياغات.. وعدم تماسك المفردات والدلالات»!
* ربما جمعني ذات قراءة بهذه المقولات، المجال الثقافي، والمجال الصحفي، والموقف من الموقف ذاته، الذي أثاره الروائي والصحفي محمود الغيطاني، في العديد من أطروحاته النقدية، التي وصّف فيها ظاهرة احتضار النقد العربي، في كتابه الذي أصدره قبل أربع سنوات عن «زيف النقد ونقد الزيف».
* هذه الظاهرة ربما كان أسرع من يدركها - على الترتيب - المشتغلون بالنقد من الأكاديميين (الحقيقيين)، والمشتغلون بالإعلام الثقافي من المحترفين (المتخصصين) علمياً.. وممارسة مهنية تطبيقية، والمشتغلون بأعلى مستويات القراءة (الناقدة).
* أبشركم مجدداً.. أمة اقرأ تقرأ.. و(لكن).. ماذا تقرأ؟! وماذا تفهم؟!
* لذلك فإن معضلة - الاحتضار عند الغيطاني وغيره - هي شكل من فهم الحالة الراهنة، بما يعتري النقد عربياً، التي تظهر بعض ملامحها في جوانب من مشهدنا النقدي بوضوح، ومدى ما تستدعيه على المستويات: الأكاديمية، المؤسسية، البحثية، الإعلامية، من خارطة عمل تكاملية!
* وقبل أن يقفز أحد القراء إلى (نصف الطاسة الفارغة!)، فقد قلتُ» «أبشركم».. ومع ذلك سأسبق هذا القارئ الضمني - ربما يكون كذلك - إلى جميع أواني المطبخ، لأختصرها له في أقل من نصف كوب.. في نظرية «الأواني المستطرقة»، فكما تبدو لي الحالة بأنه يمكن إلى حد كبير تفسيرها في ضوء قانون «سيمون»، لنتمكن من معرفة عوامل الجذب، والتعرف على عوامل الضغط في هذه الظاهرة.
* (تقوّل): تكرار الخطأ من شأنه أن يؤدي إلى الاعتقاد بصحته! ولهذا نقول - دون فهم - «خطأ شائع خير من صواب مهجور»!
* بين الصنيع.. والصناعة.. لابد من صنعاء!
** **
- محمد المرزوقي