أعد الملف - جابر محمد مدخلي:
* أربعة عقود ونيف بين الأديب محمد علي علوان وبين إصداره القصصي الأول، وما زالت إصداراته تتوالى، ولعلّ آخرها مجموعتكم القصصية «طائر العشا» فبرأيكم ما المتغيّر بين وقع قصة الإصدار الأول، وقصة الإصدار الأخير؟ وما وقع قراءة الأديب (يحيى حقي) على إصداركم الأول «الخبز والصمت»؟.
الإصدار الأول كانت له فرحة خاصة وطعم لا يوصف ، وتوج ذلك كله المقدمة الضافية والمنصفة لقامة كبيرة وشهيرة وأديب يكتب في السرد وكان شرف لي من (يحي حقي) -رحمه الله- وشهادة للقاصة والقاص السعودي والذين أثبتوا جدارتهم في هذ الفن، أما الإصدار الأخير فقد أشعرني بعدم فقدان اللياقة في كتابة هذا الفن والقدرة على التقاط أنماطًا وأشكال القصة والقصة القصيرة.
* ما الذي راهن عليه، أو نادى به الأديب علوان في مشهدنا الثقافي السعودي طوال مسيرته فرآه متحققًا، سواءً من خلال لقاءاته وحواراته، أو أطروحاته المقالية الفاحصة؟ أو أبّان عمله وكيلاً مساعداً لوزارة الإعلام لشؤون الإعلام الداخلي؟
راهنت أن هناك من الجنسين من لديه القدرة على كتابة هذا الفن الرفيع والأسماء كثيرة متعددة ومثابرة وأن الأفضل هو الذي سيبقى ويتطور من تجربة لأخرى وكل له تجربته الخاص به وأسلوبه وبصمته.
* للقصة القصيرة جمهورها العريض بعالمنا العربي الواسع، وظلّ القاص السعودي يصنع بإبداعه له موقعًا مهمًا بين مشاهده الثقافية، فهل يمكننا اليوم الجزم بأنّ القصة السعودية رائدة ومؤثرة على مستوى منجزها الإبداعي وتقنياتها القديمة والحديثة؟
القصة السعودية تاريخ طويل من التجارب والمحاولات وتعدد الأشكال السردية وهي تمثل نمطاً يضاف إلى تجارب الإبداع العربي والأعمال المترجمة أو قراءتها بلغتها. والتي تحرض على الاستفادة من التجارب الإبداعية العربية والعالمية، وكونت لها شخصياتها الخاصة واستفادت من هذه المساحة الجغرافية لهذا الوطن والذي يضم الصحراء والجبال والبحر، وهنا تنبثق الحكايات والقصص المختلفة والمتعددة في أبطالها ونماذج اختلافاتها التي تؤكد التنوع لكل قاص.
* الكتاب السعودي كما يراه المؤلفون السعوديون أنفسهم لم يحظ حتى اليوم بما يجعله منتشرًا، وموزّعًا، وذائع الصيت، ورائجًا إلا في نزرٍ يسير.. من وجهة نظركم ما العوامل التي أحدثت هذا البطء في انتشاره كغيره، وما الواجب والمحتّم على وزارة الثقافة المستحدثة مؤخرًا لإعادة الحياة للمؤلف السعودي وإبداعه؟
الكتاب السعودي يعاني من أزمة أسميها الوصول للقارئ، التوزيع هو وكما يبدو من بشارات متتالية من وزارة الثقافة لإنشاء دار نشر والاهتمام بالتوزيع وهو وإن كان متباطئاً إلا أنه يبشر بالخير، وهناك برامج بشأن الكتاب وصناعته وترجمته إلى لغات أخرى، وأعتقد أن هذه الوزارة الوليدة تأخذ في اعتباراتها الجودة وربما من برامجها إعادة الكتب المهمة التي تمثل جانباً مضيئاً لهذا الوطن الكبير، الكتاب سجل من الإبداع شعراً ونثراً وتاريخاً لنا جميعاً.
* في حوار سابق نشرته لكم الزميلة عكاظ: قلتم فيه «كانت القرية نابضة بالحياة والتنافس في الإنتاج، وجاءت موجات التزمت الديني فأطفأت الشمعة، حتى حل زمن الأمير محمد بن سلمان فأشعل مصابيح النور والتنوير».
- أولًا: ما حجم القرية التي بداخلكم منذ الصغر وحتى الآن؟
القرية بالنسبة لي هي الذاكرة الحقيقية التي استلهم منها الحكايات والقصص والجنوب بالذات مليء بحكايات زاخرة تغري الكاتب الفطن لنقلها بأسلوبه وقدرته على التخيل، والجنوب بالذات به كافة المناخات، الجبال والصحراء والبحر وهذا معين غزير للكتابة والأبداع، وهناك أسماء كثيرة من القاصات والقاصين قد استفادوا من هذا التنوع المغري بالكتابة شعرًا أو سردًا.
- ثانيًا: رأينا معًا تصميم القيادة الرشيدة في إعادة الوهج لحياتنا، ومجتمعنا الرائد في حياته منذ القدم، فما الضوء الذي ترونه في حياتنا القادمة؟
القادم أجمل لسبب بسيط ورائع هذا الوطن يخدمه الجميع، ويحبه الجميع من القيادة والمواطن، والمراجعة الدائمة هي التي تغرينا باللحاق بالأمم التي سبقتنا وها هي البشائر تحدثنا عن بناتنا وأبنائنا والذين يشار لهم بالبنان، الرؤية ليست حلماً بل هي حقيقة يخطط لها محمد بن سلمان ومن واجبنا جميعًا أن نفخر بذلك فهو يسابق الزمن والبشائر تتالى كل يوم.