يقال (على مقدار شدة الإصرار تتعدد العقبات)، أي أن العقبات وإن اختلفت من واحدة لأخرى علينا، لكنها واردة لا محالة منها، ولا بد من المرور بها.
وما واجبنا نحن اتجاهها، إلا أن نصبر ونتحمل ونجتهد، لا أن ننكسر ونستمر بسذاجتنا مستسلمين لها، كي لا نندم فيما بعد، ونتهم زماننا، ونتلاوم عليها، فالأيام وإن قست علينا وأتعبتنا لن تعود.
يقول الشافعي؛ تزود من التقوى فإنك لا تدري، إذا جن ليل هل تعيشُ إلى الفجر، فتحلى بالتقوى بقدر الإمكان، فإنها درجة من درجات الإيمان، وتوكل على الباري سبحانه، كي لا تضيّع حياتك بصراعات لا قيمة لها، وتخلص من شعور العجز والوهن والفشل، وكل ما يعرقل خطواتك.
وكرر محاولاتك، دون كلل وملل، وراوض نفاد صبرك كي لا تدحض تطلعاتك وقدراتك، واعط لنفسك المساحة الكافية للتفكير، والفرصة الوافية للتدبير، لتساعدك وتلهمك وتضيء دربك، ولا تسمح للظروف أبداً بأن تهدم وتقتل طموحاتك.
يقول المؤلف/ ديل كارنيجي:
أنا مُصمّم على بلوغ الهدف، فإمّا أن أنجح، وإمّا أن أنجح،
كما يقول عمر المختار أيضاً:
إنّ الضربات التي لا تقصم ظهرك تُقوّيك.
لذلك عليك أن تقوي نفسك دائماً وأبداً، كي لا تحبط، فتزهد بكل طقوس الحياة المحيطة بك، من ثم تيأس فتفقد قيمتها.
وتأكد بأنك قادراً على النهوض مهما تعثرت وخسرت وفشلت، لذلك حطم كل تلك العثرات باستشعار رائع، وكن على يقين تام بأن لا شيء يمر عبثاً في حياتك.
فوحدهم أولئك الذين لن يستسلموا، هم من تجرأوا وقاوموا فشلهم وخسارتهم، ذلك فقط لأنهم واثقون بأنهم قادرون على تحقيق كل ما يسعون إليه ويتمنونه.
ثق بأنك ستجد في يوم ما، كل ما يناسبك، ويوافق ميولك ويرفع من وعيك مهما تعثرت، كما ستحصل أيضاً على كل ما يمثل حقيقة شخصيتك وذاتك.
فأصنع إرادة قوية وصادقة دون يأس من خلال عقباتك، فقد تكون بحاجة لتغيير مسارك لمسار آخر، أكثر موائمة لك، وعلى التكيف بالخطى سيساعدك.
فقط استمر وحاول.