في كل مرة ..
هذا الحديث النبوي الشريف
يحفز على القراءة بتأن
شديد ويشعرك بالفرح ..!
نقتبس هنا جزءًا من قوله
صلى الله عليه وسلم في
الحديث القدسي:
(لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا
إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ
رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ).
رواه الإمام البخاري.
***
(إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ)
فرحٌ عاجل.
هذا يعني لك موعداً مع
الفرح عدد أيام الشهر .!
عند مغيب شمس
صومك ، تشرق بفرح
فطرك.
ما أكرمَ الله.!
***
(وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ).
وهذا .. فرح آجل.
يا الله ..
فرح ينتظرنا و كل مسلم
- إنْ شاء الله -
إذا استقامت أمورنا على
عمل صالح ظاهر وباطن ..
***
بل عند قيامك في مصلاك،
مع الإمام كل ليلة، تقابل
فيها ربك.
هذا موعد فرح أيضاً.!
فرحٌ يتلوه فرح ..
هذا من فضل ربي..
نلحظ هنا إشارة نبوية
جميلة ..
***
الفرح الأول :
فرح دنيوي صِرْف.
بعد ساعات معدودة من
الجوع و العطش، يأتي
موعد الطعام و الشراب.
غير أنه ارتبط بإتمام
الطاعة فزاد من شرف
هذا الفرح المشروع..
فرح طبيعي عند كل
أحد .. لا نلام.
وفرَحُ كلُّ أحدٍ بحَسَبِه؛
لاختلافِ مَقاماتِ النَّاسِ
في ذلك..
***
الفرح الثاني:
فرح أخروي سماوي.
جاء بعده في الذكر
فهي الغاية المنشودة.
الملذات المشروعة
لا تلهيك أو تحرفك
عن مسارك .. وحاذر
أنْ تقطع عليك أو تنغص
فرحك وأنت في طريق
سيرك إلى الله ..
أحرص أن تكون سبباً
بعد - توفيق الله - في
زيادة درجاتك بالدارين ..
***
نسأل الله الذي بلغنا
الفرح الأول ونحن في
أحسن حال ، أن يبلغنا
الفرح الثاني ونحن على
خير مآل .
***
(أفراح الصائم هذه.. تأمل!)
***
(فُتِّحت أبوابُ الجنة) متفق عليه.
يفرح.!
(وغُلِّقت أبوابُ النار) متفق عليه.
يفرح.!
(وصُفِّدتِ الشياطين) متفق عليه.
يفرح.!
ثم القيام والصيام إيماناً واحتساباً..
أما موعد الختام ..
(ليلة القدر).. وما أدراك
ليلة القدر؟!
هي خاتمة الفرح في هذا
الشهر ..
فإنْ حقق الله رجاءك وتحقق
طلبك، فيكون (فرحك)
مضاعفاً مدة 83 عاماً.!
***
قدرك أيها الصائم في هذا
الشهر هو ( الفرح ).
فإذا استشعر المسلم - المسلمة
هذه المعاني واستعان بالله
عليها - أولاً و أخيراً -
وفرّغ قلبه لأجل القرب
من ( موعود ) الله ، والبعد
عن (وعيده ). أُعين عليها
وباركها الله وتهيأت الأسباب
وزيادة ..
مع كل موعدِ فرح ..
تراه يفرح عند كل موعد.!
وحتى تكون الصورة
متوازنة بين ترغيب وترهيب.
هذا منهج قرآني راشد
راسخ.
كل هذه الأفراح قد
تنقلب على الصائم ..!
ما لم تتدراكه رحمة الله تعالى
( ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل
عليه رمضانُ، ثم انسلخ
قبل أن يُغْفَرَ له ).
هذا دعاء شديد من رسول الحق
-صلى الله عليه وسلم-
على من فرط في الفرص
السابقة ، مع كل الأسباب
العلوية و السفلية المهيأة.
فكيف بمن ساهم في
تفريط (غيره) وسلب
منه فرح الصيام ؟!
إلى أولئك الذين يسرقون
الفرح .. ومازالوا .!
***
هذا موعد ( فرح )..
لا تسرقوه .!
** **
- الرياض