«الجزيرة» - الاقتصاد:
أصدر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» قائمة توصيات لتحديث منظمة التجارة العالمية بما يتماشى مع دعم التجارة الحرة والعادلة، وتمكين نمو صناعة الكيماويات الإقليمية. وأشادت «جيبكا» في ورقة موقف صدرت بالدور الحيوي لمنظمة التجارة العالمية في دعم تجارة السلع والبضائع في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك شددت الورقة على أن المنظمة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق الالتزامات متعددة الأطراف لأعضائها المتعلقة بتحرير أنشطة التجارة، وتطبيق قواعد التجارة العالمية الناشئة.
وأوصت «جيبكا» بضرورة أن تتخذ منظمة التجارة العالمية، التي تضم في عضويتها جميع دول مجلس التعاون الخليجي، خطوات استباقية في سياق عمليات التحديث للعديد من المجالات الرئيسية، بما في ذلك: العملية (الإصلاح)، والمضمون (المفاوضات)، بما يخدم التعاون التنظيمي بشأن المواد الكيماوية لإزالة الحواجز أمام التجارة، وإعداد أجندة خاصة بالتفاوض لدعم الاستدامة إلى جانب تحسين الشفافية والتنفيذ الفعال للالتزامات.
وتقدر «جيبكا» حجم صادرات الكيماويات الخليجية في عام 2020 بنحو 66-70 مليون طن مشكلة انخفاضًا بنسبة 15 % - 20 % عن مستويات عام 2019 بسبب الاضطرابات الكبيرة في الطلب بأسواق توريد المواد الكيميائية نتيجة لوباء فيروس كورونا.
فيما تتوقع أن تزداد تجارة المواد الكيميائية الإقليمية بنسبة تصل إلى 10 % من حيث الحجم في عام 2021 على خلفية زيادة الطلب والانتعاش الاقتصادي التدريجي.
ولا تزال صناعة الكيماويات في المنطقة تواجه حواجز ومعوقات أمام التجارة بما في ذلك التعريفات الجمركية المرتفعة، وقواعد المنشأ غير الواضحة، وعدم تطابق التشريعات الوطنية والمعايير المتعددة والمختلفة، إضافة إلى التدابير الحمائية التجارية.
ولتحقيق إمكاناتها وضمان نموها المستدام تتطلب الصناعة إطارًا قانونيًا تمكينيًا إلى جانب تسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية، مما يعني إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية. ولا توجد منظمة في وضع أفضل من منظمة التجارة العالمية للعمل كمنصة عالمية تضمن إجراءات التجارة الحرة والعادلة، وتمكين ممارسات تجارية متسقة ومتوافقة بين البلدان. وفي إطار تعليقه على هذه الورقة قال الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا»: «إن ضمان إمداد العالم المستمر بالمواد الكيميائية يعد ضرورة أساسية للقادة العالميين والإقليميين؛ إذ تعمل المواد الكيماوية بمنزلة اللبنات الأساسية لعشرات المنتجات والمواد التي نستخدمها كل يوم، وتلبية احتياجات العديد من صناعات المستخدم النهائي، من الرعاية الصحية إلى تغليف المواد الغذائية، إلى البناء، والنقل، وغير ذلك الكثير؛ إذ تعد تجارة المواد الكيماوية عاملاً مهمًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية».
وأضاف الدكتور السعدون: «يسعدني أن أعلن انضمام جيبكا إلى جمعيات واتحادات زميلة لوضع ورقة موقف تسلط الضوء على أهمية تحديث ورفع أداء منظمة التجارة العالمية. وتأتي هذه الورقة في وقت تتعرض فيه التجارة الحرة لتهديد متزايد حول العالم مع ازدياد الحمائية التجارية. وندعو منظمة التجارة العالمية إلى الوفاء بالتزاماتها في دعم وتبني نهج متعدد الأطراف للتجارة. وبهذه المناسبة أتوجه إلى لجنة التجارة الدولية التابعة لجيبكا بالشكر والتقدير على جهودهم الحثيثة مع فريق الأمانة العامة لتطوير ورقة الموقف التي تمثلنا كقطاع خليجي».