بادئ ذي بدء الدولة لم تبخل على مواطنيها، بل وفرت لهم الكثير والكثير من متطلبات الحياة وأعطت رواتب للأسر العاجزة والعاطلين عن العمل ورعت الأيتام والعجزة وكبار السن، ولم تبخل بمساعدة دول عربية وإسلامية، وهذا مشاهد ومعلوم للجميع، ولكن هناك شريحة من مجتمعنا وهم المتقاعدون خدموا بلادهم سنوات طويلة حتى وصل بهم الحال إلى ترك الوظيفة بفعل التقدم في العمر، فالتحول من دخول مرتفعة إلى أدنى يعتبر وضعًا له مشاكله، صحيح أنهم يحصلون على راتب تقاعدي لكن هذا الراتب ثابت لا يزيد رغم تضاعف الأسعار وكثرة المتطلبات المعيشية مما يضطر المتقاعد إلى طلب القروض من قريب أو صديق لسد حاجته، فالمتقاعد بعد اعتزاله الوظيفة لا يعني انقطاع علاقته بالناس فله حضوره في المناسبات الاجتماعية ومُطالب بالمشاركة، والكثيرون يرعون أولادًا ووالدين مما يزيد المسئوليات، ولذا فهم كغيرهم من الموظفين يستحقون الزيادة بعد أن قضوا زهرة أعمارهم في خدمة بلادهم، فلو حصلوا على علاوة شهرية وبعض المميزات مثل تخفيضات على الخطوط وفواتير الكهرباء والنقل العام والتأمين الصحي لعوضهم وكفاهم عن القروض.
كلنا أمل بأن يُنظر في وضع المتقاعدين وبما يحقق لهم السعادة ولأسرهم.