لا نستغرب جميعًا عندما نجد التقدير والاحترام من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم - أمير التواضع والعطاء لفئة الشباب.. ولا ننسى الدعم الكبير لكل شاب وشابة نحو جائزة الشاب العصامي بفكرة سموه الكريم.
عندما بدأت فكرة الجائزة عام 1427هـ، حينما جمع سمو أمير منطقة القصيم الشباب في المنطقة بمركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة، وتحدث معهم عن العوائق التي تمنعهم من العمل، وسؤالهم ما الدوافع التي تعينهم على العمل والتي كان من أهمها التحفيز، حيث كانت هنا بداية البذرة في تكوين قصة جائزة الشاب العصامي.
وبين سموه في حديث سابق أن جائزة الشاب العصامي وسبب تسميتها بالعصامي، لأنه انطلق من هذه المنطقة قبل عشرات السنين رجال عصاميون للتجارة هم العقيلات، وأن كل ذلك هو ثوابت للجائزة حتى أصبحت بداية فكرتها في المنطقة ونجاحها.
وأبرز الدعم عندما أطلق سموه «ميدان العصاميين» على أحد الميادين العامة بمدينة بريدة تذكيرًا بما بذله أبناؤها العصاميون والعصاميات من نجاحات في عدة مجالات.. واليوم نشاهد الأثر الحقيقي على أرض الواقع.
ولا ننسى أن سموه قد أطلق عام 2019م رابطة الشاب العصامي، ودشن الموقع الخاص بجائزة الشاب العصامي، بعدما منحت الجائزة لأكثر من 113 عصامياً وعصامية، منذ عام 1421هـ، في عدة مجالات، وفتحت آفاقاً اقتصادية واجتماعية للشباب، حيث إن الرابطة وضع لها شروط وضوابط علمية ومهنية لخدمة شباب وشابات المنطقة لترسيخ روح العصامية والعمل الحر لدى شباب وفتيات الوطن.
وكما نعلم أن منطقة القصيم عرفت وتميزت برجال العقيلات وهنا برزت القصص المتعددة والمتميزة وواكبها مسيرة جديدة كل عام من شباب وشابات الوطن في قلب الجائزة وتحققت نجاحات على مستوى هذه الجائزة التي كان لها أصداء واسعة وكبيرة على مستوى الوطن، وفق رؤية المملكة 2030 لدعم الشباب الطموح.
وكوني شاباً سعودياً لم أتجاوز الثلاثين عاماً، وحاصلاً على جائزة الشاب العصامي، وتفرغت للتجارة.. أجد الدعم المستمر من القيادة الرشيدة وأقول بكل صراحة إن الشاب السعودي بحاجة إلى الدعم المعنوي قبل المالي والتوجيه السليم والصحيح ومهما أخطأ يجب أن يتم الاستماع له مباشرة وتصحيح ذلك، ويجب علينا جميعاً أن نتعلم الدروس بأنفسنا نحو النجاح ولا ننتظر دعم أي أحد كان سواء أب أو غيره.
ولا شك أن العصامي قد يتعثر مرة ومرتين وثلاث مرات وربما أكثر ومع ذلك لا يستسلم بسهولة، فهو ينهض بعد كل سقوط ويبدأ من جديد إلى أن يبلغ أعلى وأرقى مراتب النجاح الذي يطمح إليها، وكأنّه يستحضر قول الفيلسوف الألماني نيتشة: «هناك شخص واحد لم يذق طعم الفشل في حياته؛ إنّه الرجل الذي يعيش بلا هدف»، حيث تنتمي الشخصية العصامية إلى ما يطلق عليهم «Self made man» أيّ الفرد الذي يبدأ حياته من الصفر ويصل إلى القمة بجهده وطاقته وقدراته الخاصة - بعد توفيق الله تعالى - فالغالبية العظمى من الشخصيات العصامية لم ترث الثروة من أسلافها وإنما هي التي كونت الثروة وورثتها لمن بعدها، ومن سماتها أنّ السلطة لم تصل إليها وإنما هي التي وصلت إلى السلطة وأوصلتها لمن بعدها، ولم يصنعها المجد وإنما هي التي صنعت المجد، ولم ترث العلم والفكر ولم تعتمد على تعليم المدرسة وشهادات الجامعة وإنما اكتسبت العلم بجدها واجتهادها.
في الختام..
منطقة القصيم تنتظر نهضة جائزة الشاب العصامي من جديد بعد جائحة فيروس كورونا وتوقفها عاماً كاملاً.. حمانا الله وأياكم من كل مكروه.