حوار - عبدالله الزهراني:
بهدوئه المعروف، كان نجم حراسة نادي النصر السابق مضحي الدوسري، واثقاً وهو يجيب على تساؤلات «الجزيرة» في حوار لم تنقصه الصراحة، تحدث فيه عن حاضر ناديه ورأيه في خروجه خالي الوفاض من دوري أبطال آسيا وفي المدرب وإدارات النصر المتعاقبة.
وفي الحوار كشف مضحي تفاصيل عن ماضي الفريق والقصور الذي لقيه النجوم السابقون متلمساً أن «لا يسقطوا سهوا» من سجلات ناديهم، كما تطرق لمشاركته العالمية ولعبه بيد مكسورة في لقاء الرجاء.
إلى التفاصيل:
* اسأل كغيري عن مضحى الدوسري.. أين أنت؟
- أنا موجود ومتابع للنصر محباً وعاشقاً كغيري من جمهور النصر، أتابعه بشغف وأتتبع أخباره ونجومه الكبار وأفرح لمنجزاته وسأبقى معه بإذن الله، ربما تسأل عن الابتعاد عن الأضواء فهذه سنة الحياة وها أنا معكم.
* نهايتك في الملاعب الرياضية جاءت سريعة رغم امتلاكك موهبة مميزة وكان باستطاعتك الاستمرار لمواسم إضافية؟
- الحمد لله على ما تحقق لي، قدمت كل ما عندي ومنحني ربي ما كتبه شهرة ومحبة الناس وبطولات، وكنت أتمنى أن أقدم أكثر لمعشوقي النصر، لكن كرة القدم فرص وأنا أخذت فرصتي كما ينبغي وتركت المجال لغيري، وللعلم لا أرى أنني انتهيت سريعاً في الملاعب، فقد مثلت النصر في فئاته والفريق الأول وأنجزت كثيراً بطولات وتتويجاً محلياً وقارياً وشاركت في أول مونديال للأندية عام 2000م.
* لكنك لم تكن أساسياً في بطولة أندية العالم بالبرازيل. ما سر الابتعاد عن التشكيل الرسمي؟
- لم أكن أساسياً بسبب تعرضي لكسر في اليد، وأنا وزميلي محمد الخوجلي كنا مكملين لبعض، ولم أكن أتوقع أن يتم اختياري بسبب الإصابة وعدم جاهزيتي، لكن إدارة النصر أحبت أن تكرمني بالمشاركة في حدث كبير، ويريد الله أن أشارك في اللقاء الذي أصيب فيه زميلي محمد الخوجلي، أمام الرجاء البيضاوي المغربي بارتجاج في المخ، ولعبت وأنا مصاب ولله الحمد رغم صعوبة اللقاء خرجنا فائزين 4 -3.
* نشاهد زميلك فهد الهريفي غالباً مختلفاً في وجهات النظر مع إدارات النصر. من وجهة نظرك هل الهريفي ظلم في النصر؟
- فهد الهريفي نجم قدم خدمات جليلة للنصر، وهو من اللاعبين الذين يحبون أن يجهروا برأيهم ووجهة نظره لا بد أن تحترم مثل غيره، لكن بحكم نجوميته فظهوره الإعلامي الدائم يجعله يدلي بما عنده وهدفه مصلحة النصر دون شك، وبالعكس أنا أرى أنها ظاهرة صحية أن يتوافر الرأي والرأي المضاد له فذلك يكشف جوانب الخلل ليتم علاجه، فإذا تساوت الآراء لن يكوم هناك جديد، والانتقاد وطرح رؤية مخالفة له إيجابياته فمن يرى أمور غير صحيحة ويجاهر بها الإدارة فهو محب لناديه راغب في مصلحته والإدارة عليها الاستماع ومن ثم توضيح وجهة نظرها أو قبول النقد وإصلاح الخلل.
في النصر..سقط سهواً
* ما سبب غياب اللاعبين السابقين عن النصر، هل هو جفاء منكم أو عدم تواصل من إدارات النادي معكم؟
- غياب الكثير من نجوم النصر السابقين عائد للإدارات النصراوية، وهو ما نسميه (سقط سهواً)، ولعلي استميح العذر لها بسبب انشغالها بتجهيز الفريق وتوالي البطولات ربما تركيزها منصب على الالتزامات الحالية العديدة وقوة الإعلام والسوشيال ميديا ما يجعل إدارة النادي في انشغال دائم، لكن تمنينا لو التفت لنا في المناسبات فنحن نحب نادينا ونتمنى أن نجد دعوات ونحضر لنشجع الصغار ونلتقي بالنجوم الكبار ولعل الأيام تفعل ذلك ولن نستبق الأحداث ربما الإدارة الحالية كانت لها نية للتكريم والتواصل.
* لكن في بعض الأندية ولا سيما الهلال المنافس التقليدي، يعقد مجلس شهري للاعبين السابقين الذين خدموا النادي تحت إشراف إدارة الهلال تقديراً لهم؟
- نعم هناك تميز في الهلال من هذا الجانب، فهناك حلقة وصل دائمة بين النادي ونجومه، وهي ظاهرة إيجابية لا يمنع النصر وغيره أن يقوموا بها، خصوصاً أن لنادينا وقفات سابقة لكنها غير مستمرة، أيضاً وجود إدارة مسؤولية اجتماعية في الهلال شجع على زيادة التواصل، وأتمنى من إدارة النصر وبقية إدارات الأندية الاتحاد والأهلي والشباب والاتفاق والوحدة أن تبادر لذلك وبشكل منظم لكي يكون النجم الذي غادر الملاعب في عين الاهتمام ويتذكره الجمهور الجديد من صغار السن وتقدير لعطاء قدمه لناديه.
بين الماضي والحاضر
* بعيداً عن الماضي كيف ترى النصر الحالي.. كيف شاهدت النصر؟
- الحاضر مرآة الماضي، النصر الحالي فريق كبير ومنافس قوي على البطولات متكامل الخطوط ومنظم وجيل ذهبي فعلاً، وكما تعودت الجماهير فـ(العالمي) نادي بطولات وتتويج، والبطولة التي حققها العام قبل الماضي دليل قوة وتميز هذا الفريق وفقدانه التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا (ضربة حظ) فركلات الترجيح هي من أبعدته وهي ليست غلطة فنية، الفريق كان الأفضل وقدم مستويات كبيرة.
* إذن أنت ترى أن أسباب خروج النصر من البطولة الآسيوية ليست فنية أو إدارية؟
- لا أبداً على الإطلاق، الكل قدم ما لديه ولكن كما قلت ركلات الترجيح لعبة حظ، فمثلاً أحد أفضل لاعبي الفريق ومن نجوم مباراة أمام بيرسبوليس، والمتخصص مايكون لم يحالفه الحظ فخرج الفريق من نهائي يستحقه.
قرار للاستقرار
* إن كنت تمتلك القرار هل ستجدد للمدرب البرتغالي فيتوريا؟
- نعم، وإدارة السويكت أحسنت في قرار التجديد، فالاستقرار الفني مهم لمواصلة التميز والحضور التنافسي على البطولات نشاهده في الفريق الحالي، فيتوريا صنع فريقاً منظماً وطور أداء كثير من اللاعبين فأصبحنا نشاهد فريقاً عصرياً وأداء اللاعبين موزون والعطاء والخطط الفنية على أعلى مستوى.
* من واقع خبرتك ومتابعتك الدائمة. في رأيك من أفضل (نصر فيصل بن تركي) أم (نصر سعود السويلم) أم (نصر السويكت)؟
- إدارات النصر الأخيرة عبارة عن سلسلة متصلة مترابطة، كل إدارة تكمل بناء من قبلها وتحصد ما زرعته إدارة قبلها وتكمل المشوار، لهذا بقي التتويج حاضراً، الأمير فيصل بن تركي بنى وجهز فريقاً قوياً ودعمه بقوة فأعاد النصر للمنصات بعد غياب طويل، وأحسن في دمج عناصر الخبرة بالشباب والمحترفين ممن أثروا الساحة وأعادوا المجد، وجاء الرئيس الطموح سعود السويلم فصنع فريقاً رهيباً حقق به بطولة من الأقوى في تاريخ البطولات وفي زمن قياسي تميز بفريق رائع يشكر عليه، ثم جاء الدكتور صفوان السويكت، فأكمل المسيرة والفريق الحالي قوي ومنافس على البطولات وسيكون له مستقبل زاخر بإذن الله فكلما كان لك فريقاً جاهزاً مدججاً بالنجوم فثق أن البطولات قادمة.
الشباب لن ينافس!!
* هل تعتقد أن تعاقدات نادي الشباب الأخيرة ستجعله منافساً للهلال والنصر على بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان؟
- التنافس مفتوح في دورينا وهذه ميزة، صحيح أن الهلال والنصر هما الأميز حالياً والأقدر على التنافس بحكم ما يملكانه من إمكانات فنية وإدارية، لكن المجال متاح لغيرهما والشباب تحت إدارة البلطان سعى لتدعيم صفوف الفريق، ونجاح «الليث» في منافسة العملاقين أو عدم نجاحه عائد لانسجام المجموعة فليس شرطاً التعاقد مع أسماء كبيرة أن تضمن لك نجاحاً دائماً في بطولة النفس الطويل والإثارة والندية والتقلبات في موسم طويل مرهق، ويبقى المجال مفتوحاً من وجه نظري للشباب وغيره.
* من تتوقع يحقق الدوري؟
الفريق الأكمل ولأكثر جاهزية وفي رأيي أن النصر والهلال هما الأقرب للمحافظة على تنافسهما على اللقب، وأتمناها نصراوية.
* أخيراً المساحة لك رسالة توجهها إلى جماهير نادي النصر.
أولاً أشكرك صحيفة الجزيرة على استضافتها لي، ومنحي فرصة لأن أطل على الجماهير وأرجو أن أكون عند حسن الظن في إجاباتي.
رسالتي الأولى لنجوم النصر: واصلوا العطاء فأنتم تمثلون نادياً كبيراً وعملاقاً من عمالقة المملكة والعرب وبإذن الله يحالفكم التوفيق في بطولات قادمة وهي تحتاج للعطاء الدائم والتعب والتضحية وأنتم أهلاً لها وستنالون ما تتمنون وتسعون إليه.
رسالتي الثانية لجماهير الشمس: أنتم وقود النادي وقلبه النابض، سيبقى دعمكم ومساندتكم وثقتكم بناديكم مبعث فخر وحافزاً للاعبين للتألق وحصد البطولات، أنتم عرفتم بالوفاء والمساندة وتسبقون كذلك ليبقى هذا الكيان الكبير في القمة.