قد لا نعيره ما يستحق من الانتصاف لأهله وإن قيل «في الامتحان يكرم المرء أو يهان»
فبدءاً لا أقول عنه إنه خفيّ، ولكن...
من ينظر إلى النجاح الذي أتى نتاج (مسيرة)، وليست لحظة آنية في استلام الشهادة، ليقول إضماراً في نفسه
ما الفرق بيننا؟!
فالجواب وبلا حذلقة بالخطاب..
يا من غلّفت ما اكننت بهذه الجملة.. حين انضويت وراء مشاهيك من أن تدلف - معه- الميدان، فالبنايات الشاهقة الكل واثق أن تحت سطح أرضها من القواعد - الحاملات- لها، وكذا هي السفن التي تمخر عُباب البحر، ما لا يخفى أن جزءًا منها تحت الماء..
ومن لا يعي هذه (المسلّمة) فبالتأكيد بعقله خطلٌ
لكن..
وليسمح لي بعض المتثائبين، بالذات
ممن لا يراك يوماً كنت به في..
معملك/أبحاثك/انكبابك على ما ترومه، قم لا يراك إلا يوم تكريمك
وما تبديه من ابتسامة (انتصار)
لجهدك وتُخفي خلفها كل طاقة بذلتها وأتعاب همرتها..
لتمهر (ذاتك) بغية المراتب العلى
فحال هذا مثل الذي يرى (لحظة) التتويج
للفريق المنتصر بآخر الموسم -بالكأس أو الدرع-، وينسى أن حصيلته هذه، من بعد نتاج جهد طويل وعمل شاق وبذل بلغ غايته، كماً وأنه ثمر لبذر رعاه طيلة موسم كان يصبّحه كل يوم
وليس سرّاً لو قال لك إنه مرّت عليه من الفترات ما كاد يفتر.. لولا العزيمة والإصرار، وربما احتراق الذات فينهر لها وجهاد خلف أن تنساق للملذات (1)، أو الانعطاف إلى نجعة مشاهيها إيثاراً.. عما ترومه
فهذه المشاهي -يا قوم- موجودة عند الكل، لكن الفرق بين الفريقين أن أحدهما امتاز عن صاحبه، حين (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)، وهؤلاء هم أهل القمة التي ما بلغوها بالهيّن، بل من بعد جهاد ودفع للنفس (مع) النهوض (2) أقصد التغلّب على كل كبوة كانت تقابلهم
لكنهم يلفون ممن لا يثمّن لك الجهد ليقف يوم استلامك ثمن البذل، فيقول -دون أن ينبس بها- ياليت فعلت مثله، لأنال قدر ما بلغ
ولو قلت لهذا:.. يا هذا!، إن الدنيا لم تقف، والفرصة -طالما النفس يصعد وينزل-.. لا تزال سانحة في التغيير
ألا فتزيّل بذاتك بالبدء في الخطوة الأولى، ولا تتثاءب (3)
فياترى!، هل سيفعل؟
أم سينتظر ختام عام تالٍ توزّع به الشهادات على الأكفاء.. ليشرئب عندئذ عنق أمانيه التي للأسف خانته يومها من أن يذرع الطريق!، إذ/
بالتأكيد من لم يزرع لا.... ولن يحصد
قفل/
الحال لمن يكرر ما تنهره عنه (كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ).. ولن يبلغ
——
1) فأيننا و(المعنى) المتفق عليه
من طلب العلا سهر الليالي
2) أحسن ذاك الذي عرّف البطولة (ليست ألا تسقط ولكن أن تنهض كل ما سقطت)!..
3) ومن سار على الدرب - سار..- وصل، وهلم مجراة..