تمثِّل سبتية الجريفة الثقافية لمؤسسها الأديب عضو النادي الثقافي الأدبي بمنطقة الرياض وعضو رابطة الأدب الإسلامي المشارك في كثير من النشاطات الثقافية ومؤلف كتاب «صفحات من حياتي» تمثّل هذه السبتية حالة متقدمة من حيث تنوّع وتميز نشاطاتها وفعالياتها التي تعمل على ترسيخ الوعي العام وإرساء تقاليد الحوار والتسامح والقبول بالآخر وحيث إنني متابع فعليات سبيتية الجريفة الثقافية ومشارك في بعض الفعاليات والأنشطة المتعدِّدة، حيث شهدت السبتية منذ تأسيسها على يد الأديب الأستاذ إبراهيم محمد آل تويم حراكًا ثقافيًا جعل الأنظار تتجه نحو مركز وبلدة الجريفة التاريخية تلك البلدة التي تقع بين محافظة شقراء ومحافظة المجمعة تعود نشأة بلدة الجريفة إلى ما قبل القرن الثالث الهجري، ولا نبالغ إذا قلنا إنها كانت قائمة في عصر صدر الإسلام حسبما تشير إليه المصادر التاريخية والجغرافية، وقد كانت تُسمى «الجُرفَة» في القرن الثالت الهجري ويسكنها بني عدي الرباب، ثم سكنها كما تذكر الروايات قومُ من بني هلال، ثم بعد ذلك سكنها فرع من قبيلة سبيع يسمون «العرينات»، ويبدو أن اسم البلدة صُغِّر إلى اسمها الحالي وهو «الجريفة» وذلك بسبب قلة السكان وصغر المساحة، ولكن هؤلاء الأخيرين انتقلوا من البلدة، وكانت وجهتهم فيما يبدو إلى بلدة «العطار» الموجودة في إقليم «سدير» المجاورة وتركوا هذه البلدة خالية من السكان. وبعد رحيل العرينات من البلدة وتركها خالية، اشترى حسن بن وضاخ من آل جدي من بني هاجر (جد آل تويم) وخاله من (آل جارالله) هذه البلدة من العرينات بسبعين جديدة، وعمّر الرجلان هذه البلدة من جديد في موقعها الحالي وأخذا في حفر الآبار فكانت أول بئرين هما: بئري (الطويلعة والميح). وبعد استقرار عائلتان (عائلتي حسن بن وضاخ وتعرف ذريته بآل تويم وعائلة ابن جارالله وتعرف ذريته بآل فارس)، ومرور زمن ليس بالقليل أخذت الأسر تهاجر إليها من مختلف المدن المجاورة طلباً للمعيشة في هذه البلدة الحديثة. وهكذا قامت هذه البلدة من جديد، وأصبحت مكاناً يقصد لطلب العيش، وأخذ السكان في الازدياد، وتعاقب أحفاد حسن بن وضاخ على إمارة البلدة فكان أول أمرائها الأمير محمد بن حسن بن وضاخ عام 1246هـ حسب ما وجد في وثيقة بيع تخص أهالي البلدة، ثم ابنه عبد الله الذي سمي (تويم)، ثم ابنه عبد العزيز بن تويم، ثم ابنه عبد الله ثم أخاه سعد الذي مكث في الإمارة طويلاً حتىام 1393هـ عندما كف بصره، فخلفه ابنه سليمان والذي توفي عام 1396هـ وقد انتقل خلالها أهالي البلدة من البيوت الطينية القديمة الموجودة آثارها حالياً إلى الغرب منها.
زار الملك سلمان بن عبد العزيز الجريفة في 1975 عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، وأمر بإنشاء طريق مزفلت يربطها بما جاورها من المدن.
هذا الحراك الثقافي والاجتماعي والتنموي هو الذي جعل الأنظار تصبو إلى الجريفة جاء ذلك من الاهتمام المشترك من خلال استقطاب كوكبة من المثقفين من ذوي الاتجاهات الثقافية المتعدِّدة مما جعل السبتية مشروعاً ثقافيًا يتسم بالديمومة دون حدود، وإنني أتقدم بالشكر والتقدير لمؤسس السبتية والعاملين عليها على هذا الجهد المتميز، وإن شاء الله تكون بداية لناد أدبي ثقافي بمنطقة الوشم.
** **
أحمد بن محمد السعدي - مدير عام العلاقات العامة والإعلام الجامعي بجامعة شقراء