د.نايف الحمد
من يتابع المشهد الرياضي الحالي يعرف تماماً أن الأمور لم تعد كما كانت، وأن هناك الكثير من المتغيِّرات التي فرضت نفسها وغيَّرت من موازين القوى في الكرة السعودية.
في الهلال وعبر تاريخ هذا النادي العريق المليء بالنجوم والبطولات والأحداث، كان الهلال ثابتاً لا تزحزحه العواصف.. يتكئ على منظومة يدعمها رجاله الأوفياء.. يتداعون كلمان ألمّت بالهلال نائبة ويقدمون الغالي والنفيس من أجل الكيان وجماهيره العاشقة.
لقد مثّل رجال الهلال حالة فريدة أصبح الجميع يحسده عليها.. فقد ساروا مع الإدارات المتعاقبة بانسجام تام وانسيابية لم تعرف الأندية مثلها.. يتلقون الصدمات دفاعاً عن النادي ويتحمّلون العثرات والأخطاء ويقومون بإصلاحها.
السؤال العريض الذي يردده أنصار الهلال: أين رجالات الهلال الأوفياء؟!
لماذا لم يظهروا في المشهد؟!
هل انكشف ظهر الهلال ولم يعد هناك من يحميه؟!
لا شك أن إدارة النادي تقوم بعمل رائع تشكر عليه وبدعم مباشر وكبير من الأمير الوليد بن طلال، لكن الطريقة التي تُدار بها الأمور في هذه المرحلة لا تمكنهم وحدهم من القيام بكل ما يحتاجه الهلال.
جماهير الهلال تضع أيديها على قلبها وهي ترى عقود أبرز اللاعبين السعوديين كسلمان وياسر وغيرهما على وشك الانتهاء دون أن يحسم موضوع تجديدها.. ولن أتحدث عن الأجانب!
كل ما أخشاه أن نجد الهلال بعد سنوات قليلة قادمة قد فقد مكتسباته وأصبح لا يختلف عن البقية، وتلك لعمري لا يمكن أن يتقبلها جمهور الهلال.
جماهير الهلال الكبيرة تطالب كل محبي النادي ورجاله الأوفياء بالوقوف مع النادي حتى يتجاوز هذه المرحلة الصعبة.. فنحن لا نعلم ماذا تخبئ لنا الأيام، والصورة لم تعد واضحة، ويبدو أننا سنحتاج للمزيد من الوقت لنعرف إلى أين ستتجه الأمور.. وإذا لم يتم العمل بالخصخصة وإقرار ( قانون اللعب المالي النظيف) لا يمكن لك أن تحقق التوازن مع منافسيك ما لم توفر سيولة تتيح لك تحقيق هذا التوازن.
الجميع يعلم بأن الهلال هو الأكبر من الناحية التسويقية للمعلنين وكذلك المستثمرين، وهو الأكبر في عقود الرعاية.. لكن منافسيك يحاولون حرمانك من الصفقات، ويقدمون للاعبيك الإغراءات، ولا يوجد نظام يوقف هذه التجاوزات!
في هذا المقام نوجه رسالتنا لمسيري الرياضة بوقف هذا الهدر المخل بمبدأ المنافسة وإقرار قوانين تجعل من المال وسيلة لتطوير الأندية والحفاظ على مكتسباتها.