أجرى اللقاء - أحمد العجلان:
يعدُّ من أهم الكوادر الإدارية خلال العقود الماضية، وترأس أحد أكبر أندية المملكة والعاصمة، وهو نادي الشباب، وكان - ولا يزال - أحد رموز النادي العاصمي الكبير. محمد جمعة الحربي له تاريخ رياضي عريض. وقد حاورته فوجدته كما توقعته رجلاً خبيرًا وفاهمًا في دهاليز الرياضة وكرة القدم.. إليكم الحوار:
* كيف بدأتَ الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى؟
- نُقلت من جدة إلى الرياض عام 76م، وكان هناك نادي الشباب الذي يرأسه الأستاذ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله-. ولعبت للشباب، وكان ملعبنا في الملز، وكان نائب الرئيس عبدالله بن أحمد -رحمه الله-. وفي عام 77م اختلف الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مع ابن أحمد؛ فترك الشيخ عبدالرحمن النادي، وأسس فريقًا اسمه الأولمبي في البداية، وهو نادي الهلال حاليًا.
* هل مؤسس الشباب والهلال هو الشيخ عبدالرحمن بن سعيد؟
- بالفعل، هو الشيخ عبدالرحمن -رحمه الله- الذي أسس الناديين.
* وكيف تغير اسم الأولمبي إلى الهلال؟
- كان هناك مباراة بين الشباب والأولمبي بحضور الملك سعود -رحمه الله-، ومعه ضيف من الكويت آنذاك. وعند نزول الفريقين ذكر المذيع الداخلي أسماء الفريقين، وكان له - رحمه الله - رأي حول اسم الأولمبي، وعرف الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بذلك، وكان حينها يعمل في الديوان؛ فقام وقدم اقتراحات بالأسماء للملك -رحمه الله-، واختار الهلال.
* هناك من يحاول أن يخلق قصصًا بأن الهلال ليس مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد..
- القصة أنا شاهد عليها. مؤسس الهلال هو الشيخ عبدالرحمن بن سعيد.
* من هو مؤسس النصر الحقيقي؟
- مؤسس النصر هو أحمد مختار.
* ماذا عن البربري؟
- نعرف أن كل نادٍ أو حتى لو تفتح (دكانًا) فإنك تستعين بأجنبي. والبربري حضر مع مختار للنادي؛ ليساعده في أعمال النادي.
* كيف كان التنافس بين أندية الوسطى؟
- التنافس كان داخل الملعب، وخارج الملعب كنا إخوانًا.
* ماذا عن حادثة (الجمل) بمباراة النصر واتحاد الرياض؟
- المباراة كانت على الصعود، وأدار المباراة الحكم (الجمل)، وانتهت بفوز اتحاد الرياض ولكن أعيدت المباراة بحجج واهية ليفوز النصر بانسحاب اتحاد الرياض ورُبّ ضارة نافعة. ها نحن نشاهد النصر، وأين وصل، وربما لو صعد النادي الآخر لما وصل لما حققه النصر.
* في ذلك الوقت هل أخذت القصة حقها وكانت مثيرة؟
- لم تكن مثيرة جدًّا، ولم يكن هناك زخم. وتعرف أن الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - هو من أوصل النصر لما وصل له. وأتذكر عام 1410 سألني محمد العبدي مدير تحرير الجزيرة: متى سيحقق الشباب البطولات الكبرى؟ فقلت له عام 1412هـ، وهو ما تحقق عندما فزنا على النصر في العام نفسه الذي قلت إنه سيفوز فيه الشباب بالبطولات ففزنا بالدوري لأول مرة بهدف المهلل فهد.
* من هو المنافس الحقيقي للشباب برأيك؟
- المنافس لي هو الأقوى الذي يحقق البطولات والفريق الكبير. وخصمنا هو الهلال منذ أن كان الأولمبي، وكذلك النصر.
* ما هو رأيك في اللغط الحاصل بالأرقام حول بطولات الدوري؟
- هذه مسؤولية الدائرة الحكومية المسؤولة عن الرياضة. وكل شي موجود ومسجل.
* وأنت تشاهد المبالغ المالية التي تصرف حاليًا على الرياضة كيف تقارنها بأيامكم؟
- الحمد لله، آنذاك كنت أعمل، حتى في الجوانب الثقافية كان لدينا نشاط، وأيضًا كان لنا مجهود في مقر النادي الحالي؛ إذ تم منح الهلال والنصر مقرَّين، ووقتها ذهبت للأمير فهد بن ناصر رئيس النادي آنذاك، وقلت له كيف يمنحون الهلال والنصر ونحن مؤسَّسون قبلهما؟ وذهبنا للأمير فيصل بن فهد الذي أحال الموضوع لمحمد اليحيى (مدير المشاريع)، وقال لي محمد آنذاك: أرجوك اصبر ستة أشهر فقط. وبعد هذه المدة اتصل بي، وذهب بي لموقع النادي الحالي، وقلت له (هذا بر). وقال لي (طع شوري)، واتفقت معه.
* ما هي الجوانب الثقافية لديكم آنذاك؟
- اسأل المخرج عامر الحمود، ومعه ناصر القصبي وعبدالله السدحان. لقد كنا نعمل مسرحيات وأنشطة.
* ما هي قصة (حل) نادي الشباب؟
- هو انحل بالفعل، ووقتها ذهبت لنادي الرياض، وكان يتحدث معي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد أن أنضم للهلال، ولكني لم أذهب. ووقتها ذهبت لعبدالحميد مشخص، وقلت له سنجتمع، ونقيلك، ونضع الأمير فهد بن ناصر. وعبدالحميد مشخص من طيبته وروحه الرياضية حضر الاجتماع، وتم اختيار سموه رئيسًا للنادي.
* كيف كانت شخصية الشيخ عبدالرحمن بن سعيد؟
- مهما قلت عنه - رحمه الله - لن أوفيه حقه؛ لقد كان شخصية رائعة. وأنا أقول: الحمدلله أنه خرج من الشباب وأسس الهلال؛ إذ خلق ذلك تنافسًا كبيرًا بوجود عدد من الأندية القوية والمنافسة.
* كيف استطاع الشيخ عبدالرحمن بن سعيد أن يجمع هذا العدد الكبير من الأمراء ورجال الأعمال والوجهاء حول الهلال؟ ما هو السر؟
- السر كان في الانتصارات.. الهلال كان يفوز ويحقق البطولات، وهذا أهم سر. والشيخ ابن سعيد شهادتي فيه مجروحة. إنه شخصية مختلفة.
* من برأيك هم أساطير نادي الشباب؟
- كثير جدًّا، من بينهم نادر العيد وإبراهيم تحسين وفهد المهلل وفؤاد أنور.. أسماء كثيرة جدًّا. وكان الشباب يقدم لاعبين كُثرًا للمنتخب.
* حدثني عن الأمير فيصل بن فهد..
- اسم كبير، وقد طور الرياضة السعودية. ويكفي ما قام به من تطوير المقار.
* مقرَّا النصر والشباب كانا متقاربَين؟
- نعم، أتذكر أنه جاء وفد من الكويت، وزار نادي النصر، وسأل أحدهم الأمير عبدالرحمن بن سعود عن مبنى الشباب، فقال هذا المطبخ حقنا، ورئيس الطباخين محمد جمعة الحربي. وكانت هذه مداعبة حلوة من الأمير عبدالرحمن.
* هناك من يتحدث عن أن النصر طلب سلفة من الشيخ عبدالرحمن بن سعيد..
- نعم، حصل ذلك؛ إذ طلب ذلك أحمد مختار سلفة، قدرها 200 ريال. وبالفعل قدمها لهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد.