إعداد - خالد حامد:
بينما تلوح الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الأفق، وينتظر الجميع المعركة من أجل السيطرة على روح أمريكا، فإن هذه الانتخابات من المتوقع أن تكون لا مثيل لها.
على الرغم من الوباء والاضطرابات الاجتماعية، وأربع سنوات من العمل غير التقليدي في البيت الأبيض، فإن الفترة التي تسبق نوفمبر ستُظهر الرئيس دونالد ترامب وهو يحاول إقناع الناخبين بمنحه أربع سنوات أخرى، حتى في ظل سلسلة من الإخفاقات.
نجاح ترامب في الانتخابات المقبلة يكمن في قدرته على إبراز نقاط ضعف منافسه جو بايدن؛ وهو ما سيدفع الناخبين نحو منحه ولاية ثانية في البيت الأبيض.
ولكن مع وقوف الحركات التقدمية ضده زاد ترامب من الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي؛ وهو ما جعل هذه الانتخابات الأكثر إثارة للانقسام.
وكما حدث في عام 2016، عندما تم رفض فوز ترامب من قِبل وسائل الإعلام الرئيسة، فإننا نرى الآن العديد من المعلقين السياسيين يبتعدون عن التحليل العقلاني، ويعتمدون منحى ينم عن الحقد الدفين تجاه الرئيس ترامب. ومثلما فشلوا في الانتباه لدرس 2016 فهم يكررون الخطأ نفسه بتوقعهم فوزًا كاسحًا لبايدن. ومع ذلك، فإن نتائج هذه الانتخابات لن تمثل فوزًا لترامب بقدر ما تمثل خسارة لبايدن، واحتمالية حدوث ذلك عالية.
وفي حين كانت أبرز الشعارات المطروحة في مؤتمر الحزب الديمقراطي تشمل إلغاء الرسوم الدراسية الجامعية للأسر ذات الدخل المنخفض، ورفع الحد الأدنى للأجور، ومنح الجنسية الأمريكية للعمال غير المسجلين، فقد فاتها التركيز على برنامج الرعاية الصحية للجميع، الذي تم دعمه بنسبة 69 في المئة من الناخبين المسجلين في استطلاع إبريل.
في هذا المناخ، ومع ارتفاع معدلات البطالة والرعاية الصحية المرتبطة بالتوظيف، يعمل ترامب انطلاقًا من منصة «أمريكا أولاً» كما كان الحال في عام 2016.
يمكن لترامب، بصفته الرئيس الأمريكي حاليًا، الاستفادة من سوق الأسهم المزدهرة المحملة بالحوافز، طالما أنها ظلت صامدة حتى نوفمبر، كما يمكنه أن يكمل هذا التوجه من خلال الدفاع عن شعاره «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
الفوز على الرئيس الشاغر للمنصب كان دائمًا صعبًا؛ إذ خسر خمسة رؤساء فقط منذ عام 1900، وآخرهم كان جورج دبليو. بوش عام 1992 ضد بيل كلينتون الأصغر ذي الشخصية الكاريزماتية.
بايدن يتمتع بخبرة عريضة كسيناتور ونائب رئيس سابق، لكنه يفتقر إلى الجاذبية اللازمة لإقناع الجمهور الأمريكي بضرورة استبدال ترامب. حتى مع إضافة كامالا هاريس إلى فريقه؛ بهدف جذب أصوات السود والأقلية، يبدو أن واضعي استراتيجية الحزب الديمقراطي قد اتخذوا النهج الخاطئ.
إنّ أعظم نقاط قوة ترامب هي قدرته على الكشف عن نقاط ضعف بايدن. ومن خلال قيادته المتميزة لوسائل التواصل الاجتماعي، ورسائله المباشرة إلى الأمريكيين، من المتوقع أن يلفت ترامب الانتباه إلى إنجازاته مع تضخيم عيوب بايدن التي تضمنت عدم الاتساق اللحظي، وسلوكه غير المنضبط مع النساء، وشبهات الفساد حول أعمال ابنه هانتر بايدن الخاصة والتجارية.
يمكن توقع تسريع ترامب هجماته تحت عنوان «كل شيء مباح»، وهي الهجمات التي لا يمكن أن يرد عليها بايدن وهاريس. موقف الحزب الديمقراطي المتمثل في التمسك بالمكانة الأخلاقية العالية، كما فعلت هيلاري كلينتون، سيكون غير فعّال، وسيفسَّر على أنه تنازل من قِبل البعض. لقد نجح ترامب في تجاوز الأزمات كافة التي حاصرته بعد انتخابات 2016 بدءًا من اتهامات التدخل الروسي لصالحه في الفوز بالرئاسة كما فشلت محاولة عزله فشلاً ذريعًا.
يجب أن نتذكر أن هيلاري كلينتون تفوقت على ترامب حتى يوم الانتخابات، وعلى الرغم من أن الكثيرين يتوقعون بالفعل فوز بايدن إلا أننا نعيش في زمن غير مسبوق من حالة عدم اليقين.
مع وجود الولايات المتحدة في حالة يرثى لها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي نتوقع أن يستغل ترامب ببراعة الثغرات في موقف الحزب الديمقراطي.
مع احتدام الحملة الانتخابية مع اقترابنا من 3 تشرين الثاني (نوفمبر) نتوقع من ترامب أن يضع نفسه على أنه المنقذ للولايات المتحدة، وأن يدفع الناخبين إلى منحه أربع سنوات أخرى.
** **
س. جورج مارانو حاصل على درجة الدكتوراه من كلية الإدارة في جامعة RMIT، أستراليا، وماجستير إدارة الأعمال، وماجستير التجارة من جامعة RMIT.
- (ساوث تشاينا مورننج بوست) الصينية