خالد الدلاك
نختلف أو نتفق معه فلا أحد ينكر بأن الأستاذ خالد البلطان رئيس نادي الشباب الذهبي قد ساهم بتحريك الساحة الرياضية الإعلامية قبل جولة التتويج بأيام وذلك بإعلانه إقامة ممر شرفي لفريق الهلال بمناسبة تحقيقه بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وبغض النظر عن نواياه وأهدافه المعلنة وغير المعلنة من هذه الخطوة فإن الرجل بظاهرها أرسى الروح الرياضية الحقة وقدَّم لمن لا يشكك في النوايا ويقدِّم الخير قبل الشر نموذجًا فريدًا لروح رياضية حقة ومبادرة مثالية ستسهم بلا شك على الأقل في ترسيخ علاقة أكثر تميزًا وتعاونًا بين الناديين الكبيرين العتيقين العظيمين وذلك في وجه من يرغب في سقوطهما وخطف مكانتهما العظيمة!
ومهما كانت نوايا الرجل وأهدافه من هذا الممر فإنه بلا شك يمارس حقوقاً مشروعة لا يحرمها نظام ولا يرفضها قانون أو لائحة، وحتى لو أن الرجل هدفه الظاهر يختلف عن هدفه الباطن فمعه كل الحق لأن من حقه أن ينتقم لنفسه من محاولات التسلّط عليه وعلى ناديه وعلى كل من يرفض أن يعود الشباب وينافس بقوة على البطولات خشية أن يأخذ مكانهم ويعيد من جديد جماهيرهم التي هي جماهير ناديه بالأصل!
قد يقول قائل أو حتى قال القائل إن القادح الذي خرج في لقاء إعلامي مبررًا إقامة (الممر) قد تحدث بأدبيات ومثاليات هو لم يطبّقها بالفعل على أرض الواقع في تصريحاته وأفعاله ومواقفه ضد بعض الأندية وفي مقدمتها الأهلي والنصر واتحاد القدم ورئيسه أحمد عيد، وفي هذا الجانب أرى أن ما صدر بهذا الشأن من (أبو الوليد) هو ردة فعل طبيعية تجاه فعل وقول غير طبيعي وسلبي وأن الرجل يدافع عن حقوق ناديه قبل أن يدافع عن نفسه، ساعده في ذلك قدرته وذكاؤه واطلاعه وعلاقاته المميزة مع الأكثرية الذين لا يتكاثرون عليه مثل الأقلية الغاضبة منه وعليه فيما لو حقق فريقه أو فاز عليهم في مباراة!
والدليل على ذلك علاقة الرئيس المميزة بكل الأندية وفي مقدمتهم الهلال والاتحاد فلم يعادهم لأنهم لم يعادوه أو يستفزوه أو يحاولوا هضم حقوق فريقه، بل ومحاربته إن صح التعبير والتغرير مثلاً بلاعب للهجوم عليه أو جلب عمالة من مجهول لمدرج لتشويه سمعة ناديه!
هو في الحقيقة -وهذا من حقه - رجل يمارس الدفاع عن ناديه قبل أن يدافع عن نفسه وهو بلا شك شخص مناور وخطير محاور يتصيَّد الفرص للثأر والانتقام ورد الصاع صاعين وجاء ممر الهلال الشرفي فرصة سانحة له وحسب تفسير المحتقنين منه لتسديد فواتير سابقة وتصفية حسابات معلّقة بمعنى صاد أكثر من عصافير بحجر واحد فقد أغاظ العداء وكسب ثقة الأصدقاء وخفف من احتقان المباراة والتي كانت عبارة عن مناورة بين فريقين سادتها الروح الرياضية والأخلاق المثالية وخرج الجميع منها بأقل الخسائر، بل وبمكاسب لا تحصى ولا تعد ستظهر وستبان خلال المواسم القادمة، فالناديان متشابهان في الكثير من الصفات المجيدة والسمات الحميدة وبإمكانهما التكاتف والتعاون للوقوف في وجه من يريد التعدي على حقوقهما والتشويش على مسيرتهما، بل والقفز على مكتسباتهما بطرق غير مشروعة!
وفي كل الأحوال فقد أثبت موقفه (الشرفي) الأخير أنه كما عرفناه جبل واقف لا تهزه ريح وأنه البلطان الذي نعرفه ونحترم جديته في الحفاظ على حقوق ناديه وحمايته من خربشة الصبية وطمع الطامعين والانتهازيين!
أما عن خلافه مع بعض الشبابيين فأعتقد أن هذا شأن شبابي داخلي نحترم من خلاله كل وجهات النظر والمواقف على أن من رجله في الماء ليس كمن رجله في النار، فالقادح المثير للإعجاب والجدل والفرح والزعل في آن واحد هو في وسط المعمعة وهو من يعاني ويواجه العقبات والمشاكل والفشل في النهاية سينسب له والنجاح سيتقاسمه كثيرون ولأنه حسب المشهد يقوم بجهد جبار للحفاظ على توازن فريقه حسب الإمكانيات والأوضاع التي تتطلب مضاعفة الجهد والدفع للعودة من جديد لعالم البطولات والأمجاد!