صالح الهويريني
* لم يكتف الهلال بتتويج نفسه كبطل لدوري الموسم الحالي وإنما امتد هذا التتويج إلى تحطيم أيضاً كل الأرقام المسجلة باسم أكثر من فريق سبق له الحصول على بطولة هذا الدوري.. فعلى صعيد النقاط بلغ عدد نقاطه الرقم (72).. وإلى الرقم (74) في عدد أهدافه وذلك في تأكيد صريح وجديد على (استثنائية) الهلال كفريق مختلف.. ولا يرضى بغير التميز وليس فقط بالفوز بالبطولات وبلقب زعامتها.. ومبروك للهلاليين هذا التميز الذي بات ماركة مسجلة باسم الهلال.
* قبل موسم 1977م كان رصيد الهلال (3) بطولات رسمية حققها خلال (19) عاماً كانت تمثل آنذاك عدد سنوات عمره وهذه (نسبة بطولية) قليلة بحق فريق مثل الهلال.. لكن ابتداء من موسم 1977م وحتى الموسم الحالي 2019م وخلال (44) عاماً تمكن الهلال من تحقيق (57) بطولة رسمية وهذه (نسبة بطولية عالية) لم يصل إليها سوى الهلال.
* مع العلم أن أول بطولة رسمية سعودية شارك فيها الهلال على مر تاريخه كانت في موسم 1961م (بطولة كأس الملك) وحققها من أمام فريق الوحدة.. (وهذا يعني) أن الهلال حقق بطولاته الرسمية الـ(60) خلال (60) عاماً وليس (63) عاماً التي تمثل عدد سنوات عمره ومنذ بداية تأسيسه عام 1957م.
** الهلال في هذا الموسم حقق بطولة آسيا الصعبة وبعد مشوار طويل ومرهق نفسياً وبدنياً.. وعاد بعدها لتكملة مشواره في الدوري المحلي وتمكن أيضاً من تحقيق بطولته الاستثنائية رغم أنه حين كانت هذه العودة كان يقبع في المركز السابع (وليس الثامن)، نظراً لوجود عدد من المباريات المؤجلة له.. هذا يؤكد أن الفارق كبير جداً بين الهلال وبين من يزعمون أنهم ينافسونه.
* باختصار.. الهلال بطل الأرقام القياسية.. عدد بطولاته (60) كأكثر فريق.. وأكثر فريق حقق بطولة الدوري.. والبطولة الآسيوية.. وحتى في عدد النقاط والأهداف ومن حق أنصاره أن يتفاخروا.. ويفاخرون به.
قالها إعلامي نصراوي
* قالها إعلامي نصراوي مخضرم لإدارة ناديه قبل عدة مواسم (قلدوا الهلال.. ليش ما تغارون منه بدلاً من التشكيك في بطولاته.. ترى ما هو عيب أنكم تقتدون بالأفضل).. وكان يقصد بذلك أن الهلال فريق بطل ولا يغيب عن منصات التتويج وزعيم للبطولات، وأن تقليده هو المطلوب وشيء إيجابي من إدارة النصر (لو فعلت ذلك) متى أرادت أن يكون فريقها في حال أفضل.
* النصراويون.. في الفترات الأخيرة بدا واضحاً أنهم استشعروا أهمية وضرورة بأن يكون فريقهم في حالة أفضل ليس (تقليداً) للهلال وإنما في محاولة للتفوق عليه ومن خلال التعاقدات الوفيرة التي قامت بها إدارة ناديهم مع لاعبين محليين وأجانب مؤهلين وبعد أن أصبحت في (رغد من العيش).
* نعم.. هكذا يقول الواقع خصوصاً (وهذا في غاية الأهمية) أن حصول الهلال على بطولة آسيا 2019م ومشاركته في مونديال رسمي للأندية قد حرك المشاعر النصراوية بشكل أكبر وبحثاً عن تحقيق الأفضل (غيرة) من الهلال وأملاً في أن يحققها النصر ويشارك في مونديال رسمي بعيداً عن حكاية (الترشيح).
* التعاقدات (المحلية) النصراوية من الواضح أن هدفها الرئيس هو محاولة تعزيز قوة النصر في البطولة الآسيوية وعلى اعتبار أن نظام هذه البطولة لا يسمح إلا بمشاركة (4) لاعبين أجانب من خلالها مع كل فريق ولكون النصر في الموسمين الأخيرين اعتمد كثيراً على (أجانبه السبعة) في تحقيق انتصاراته المحلية.. ويبقى السؤال الأهم: هل أصبح النصر قادراً على تحقيق البطولة التي لم يتذوق طعمها طوال تاريخه؟
* (الممرات) في الكرة السعودية نوعان.. (النوع الأول) للاحتفال بالأبطال و(النوع الثاني) أصبح مكاناً للمفاوضات مع هذا النجم أو ذاك.
وقفة ساخنة
* تنسيق.. أو إعارة (لاعب صاعد وشاب) يملك مؤهلات جيدة (ما فيها مشكلة) إذا كان لدى فريقه وفي ذات مركزه من هو أفضل منه ويفوقه إمكانات ومؤهلات.. لكن (المشكلة) عندما يتم (تنسيق.. أو إعارة) لاعب هو أفضل من بعض اللاعبين الذين يلعبون في نفس مركزه وتم التمسك بهم واستمروا مع فريقه رغم أنهم لا يملكون كل القدرة على (سد حاجة فريقهم) متى تم الاستعانة بأي لاعب منهم للعب كعنصر أساسي..
* الهلال.. ربما يعد هو أكثر الفرق التي تعاني (هذه المشكلة).. بيد أن قد نجد أحياناً لإدارته بعض العذر استناداً إلى الأنباء التي تؤكد أن دوافع (التنسيق.. أو الإعارات) في الهلال تعود إلى أسباب غير فنية وإنما إلى أسباب أخرى لا تليق بمكانته وأدبياته..
* خاتمة..
اللهم احفظ السعودية من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ووفق ولاة أمرنا واحفظهم وانصرهم على أعداء بلادنا.. اللهم من أراد السعودية بسوء فاشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه.. واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.