قال الدكتور عمرو درغام، منسق وحدة زراعة الكبد في مجموعة مستشفيات السعودي الألماني، إنه يتم إجراء عمليات زرع الأعضاء للمرضى عندما تعجز تلك الأعضاء بشكل نهائي عن تنفيذ وظائفها الحيوية، إلى جانب حالات الخلل الوراثي للأعضاء في حال لم تتمكن الأدوية من إيقاف معاناة المرضى. مؤكدًا أن هذه العمليات تعطي للمرضى طوقًا للنجاة، وفرصة للعودة لحياتهم الطبيعية.
وأضاف: «عادة ما يلجأ الأطباء لهذا النوع من العمليات كإجراء أخير عند استنفاد الحلول الأخرى كافة. وتتطلب عملية زرع الأعضاء قيام شخص معافى (المتبرِّع) بالتبرُّع بأحد أعضائه؛ ليتم زرعه في جسد المريض (المتلقي)؛ ليكون بديلاً للعضو الذي توقَّف عن أداء وظائفه. وتشمل عمليات زرع الأعضاء الكلى والكبد والقلب والرئة والقرنية والبنكرياس والرغامى والنسج.. وغيرها. وعادة ما يتم التبرع بالأعضاء من أجساد أشخاص متوفين بناء على رغبتهم إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تزايد وتيرة التبرع بالأعضاء من أشخاص على قيد الحياة عندما يكون ذلك ممكنًا، ولا يشكِّل خطرًا على صحتهم».
وأوضح أنه ضمن عملية تبرع الأحياء بأعضائهم هناك ما يسمى بفئة التبرع غير المباشر، وهو تعبير يتم استخدامه لتصنيف المتبرعين بالأعضاء الذين لا يختارون المتلقي، ولكن تم اختيارهم لتلبية المتطلبات الطبية المحددة لمريض معين. وقد يختار المريض والمتبرع الاجتماع بعد العملية، أو قد يرفضان ذلك. وفي حال اختارا رؤية بعضهما يجب على مركز زراعة الأعضاء المعنيّ أن يسمح بالمقابلة أولاً قبل أن تتم.
مضيفًا: «تعتبر زراعة الأعضاء عملية في غاية الدقة والتعقيد؛ فليس من السهل العثور على متبرع تتوافق طبيعة أعضائه مع جسد المتلقي؛ لذلك يجب أن يتحلى المرضى بالصبر والعزيمة والإصرار. وبعد العثور على المتبرع المناسب يخضع كل من المتبرع والمتلقي لسلسلة من الإجراءات المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية».
مشيرًا إلى أنه بعد العملية يصف الأطباء الأدوية التي يجب على المريض تناولها لفترة من الوقت بهدف تعزيز التوافق بين جسمه والعضو الذي تمت زراعته، والمساعدة في منع الجسم من رفض العضو الذي تمت زراعته. ويجب على المرضى مراجعة الأطباء بصورة مستمرة لتقييم حالاتهم الصحية.
وقال: تتراوح فترة تعافي المرضى بعد هذا النوع من العمليات بين شهرين وثلاثة أشهر، وغالبًا ما تشهد حالاتهم الصحية تحسنًا ملحوظًا من جميع النواحي، الجسدية والنفسية، ويصبحون أكثر قدرة على ممارسة حياتهم الطبيعية.
وزاد بالقول: «يشكل زرع الأعضاء طوق النجاة الذي ينقذ حياة الكثيرين. ويعكس التبرع بالأعضاء أسمى وأنبل القيم الإنسانية والأخلاقية. ويُسهم المتبرعون بالأعضاء في إنقاذ حياة الآخرين، ومنحهم الأمل بالعودة لممارسة حياتهم الطبيعية، فضلاً عن تلبية الحاجة المتنامية لزراعة الأعضاء، من خلال تضحياتهم، وتوفير الأمل لمزيد من الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة».
وأضاف: «يعتبر شهر يوليو من عام 2016 تاريخًا مفصليًّا في مسيرة (مجموعة مستشفيات السعودي الألماني)؛ إذ نجح طاقم الأخصائيين في مستشفى السعودي الألماني بجدة في إجراء أول عملية زرع أعضاء من متبرع على قيد الحياة؛ فكان المستشفى أول مستشفى خاص معتمد يُسمح له بإجراء عمليات زراعة الأعضاء في المملكة العربية السعودية. وفي ديسمبر 2017 تمكَّن قسم طب الكلى وزرع الأعضاء بالمستشفى السعودي الألماني بجدة من إجراء أول عملية زرع كلى، في حين يعد (السعودي الألماني) في المنطقة الغربية من المملكة وجهة الرعاية الصحية الوحيدة في القطاع الخاص التي تُجري عمليات زراعة الكبد».
وقال الدكتور درغام: «شكلت تلك العمليات خطوات سبّاقة في تاريخ المملكة التي تطبِّق قوانين صارمة بشأن عمليات زراعة الأعضاء؛ إذ يجب على جميع المراكز الصحية التي تقوم بهذا الإجراء الطبي استيفاء المتطلبات والضوابط التي يشترطها (المركز السعودي لزراعة الأعضاء)، الذي يعتبر الجهة المرجعية في زراعة الأعضاء محليًّا وإقليميًّا».
وتمكنت مجموعة مستشفيات السعودي الألماني؛ بفضل تميزها في ميدان زرع الأعضاء، من الحصول على الاعتماد المؤسسي الذي يُصدره المركز السعودي لزراعة الأعضاء. وتُعتبر المجموعة اليوم رائدة في مختلف التخصصات الطبية، ولاسيما زراعة الكبد والكلى.