في البداية نحمد الله سبحانه على نعمة خدمة ضيوف بيت الله الحرام رغم تحديات الأزمة الصحية الحالية.. فاللهم اجعل حسنات الضيافة تمطر بخيراتها على وطني الحبيب وسائر بلاد المسلمين الداعية للسلام والأمن والأمان آمين يا رب حيث فخامة الضيافة والاستقبال المهيب الذي يليق بضيوف بيت الله الحرام.
وكعادة مملكتنا الحبيبة قامت بكل الجهود لخدمة ضيوف الرحمن هذا العام، ومن هذه الجهود أطلقت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة عددًا من الرسائل الإرشادية والتوعوية لحجاج بيت الله الحرام خلال حج 1441هـ أثناء تواجدهم في المشاعر المقدسة ورمي الجمرات، وذلك في إطار التعاون بين القطاعين لخدمة ضيوف الرحمن للسنة الثالثة على التوالي، فقد تم تصميم هذه الرسائل عبر مقاطع فيديو وتصاميم إنفوجرافيك باللغتين العربية والإنجليزية لتوعية حجاج بيت الله الحرام بالاجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة للوقاية من انتشار فيروس كورونا لا سمح الله من أجل تسهيل تأديتهم لمناسك الحج بكل سلامة. وقد جرى إعداد الرسائل الإرشادية من قبل هيئة تطوير مكة المكرمة بأسلوب مبسط ليصل مفهومها إلى الحجاج من خلال تصاميم إنفوجرافيك إبداعية حولت النص المقروء إلى عروض مرئية جاذبة يُمكن استيعابها بوضوح وتشويق.
وقد أكد المسؤولون في وزارة الحج والعمرة أن المعايير الصحية هي المحدد الرئيس لاختيار حجاج موسم حج عام 1441هـ، إذ صدرت الموافقة الكريمة على أن تكون نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة هي 70 % من إجمالي حجاج هذا العام، وتكون نسبة السعوديين 30 % فقط من الحجاج وهو ما تم، على أن يقتصر حج المواطنين السعوديين على الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).
وقد تم اختيارهم من خلال قاعدة بيانات المتعافين من الفيروس، ممن تتوفر فيهم المعايير الصحية، وذلك تقديرًا لدورهم في رعاية شرائح المجتمع في كل مراحل مواجهة الجائحة.
وأشارت الوزارة إلى أن غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة كانت الأولوية من بينهم لمن لا يعانون من أي أمراض مزمنة، ولمن لديهم شهادة فحص مخبري (PCR) تثبت خلوهم من فيروس كورونا، ومن لم يسبق لهم أداء الفريضة من قبل، ممن أعمارهم ما بين 20 إلى 50 سنة، مع تعهدهم بالالتزام بمدة الحجر التي تقررها وزارة الصحة قبل وبعد أداء الشعيرة.
وقد حرصت حكومة المملكة العربية السعودية على إقامة شعيرة الحج، باتباع أعلى المعايير الصحية وأدق الإجراءات الاحترازية، حفاظًا على حجاج بيت الله الحرام، موضحة أنه تم إعداد خطط استثنائية لتنفيذ حج 1441هـ، تضمنت توفير أفضل الخدمات الصحية، وأنسب خطط التفويج التي تطبق خلالها جميع الاشتراطات التي حددتها وزارة الصحة، وقد تم تنفيذها بشكل متقن لحماية ضيوف الرحمن.
إن حكومتنا الرشيدة في المملكة العربية السعودية قد أنهت موسم حج هذا العام بسهولة ويسر، ودون حدوث أي أمراض، بما في ذلك عدم إصابة أي حاج بكورونا تقوم بجهد جبّار كل سنة في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتبذل الغالي والنفيس لراحة وأمن وصحة وتأمين الغذاء لضيوف الرحمن، وهذا بتوفيق الله حيث يعلم أين يجعل رسالته، ولا يجحد ما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية إلا جاحد وحقود وناقص عقل ودين، فاللهم أدم علينا هذه النعمة.
** **
- عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية وعضو في مركز الملك فيصل للدراسات والأبحاث