رحم الله أخي وصديقي المرحوم الأستاذ الفاضل عبد الله المحمد العقل، وكيل الرئيس العام لتعليم البنات، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى، راجياً له المغفرة مع الصالحين إن شاء الله.
تربطني علاقة قوية متينة بالمرحوم، كان صديقاً ودوداً ومحباً وكان -رحمه الله- مثالاً للإخلاص في العمل جريئاً في حل المشكلات، وتطوير العمل في رئاسة تعليم البنات، حيث كان مسؤولاً رئيساً فيها، وكان موضع احترام وتقدير كبار المسؤولين في الرئاسة، الجميع يحترمه ويقدِّره، والجميع يدرك أنه يقول الحق ويعمل للحق. وبالنسبة لي كان الأخ والصديق والزميل، صادقته داخل المملكة وخارجها، عندما يذهب إلى العراق وسوريا من أجل التعاقد مع المدرسات، وكنت أذهب أيضاً إلى هناك لاختيار الأساتذة لجامعة الملك سعود، رحمه الله، كنا نعمل في مبنى واحد خصصته لنا وزارتا المعارف السورية والعراقية، وكنا نسكن سوياً في إحدى البنايات هناك في سورية أما في العراق فكانت معه أسرته الكريمة.
كان يعاني أحياناً من كثرة الضغوط التي يمارسها أناس لكي يختار بناتهم أو بنات أصدقائهم، وكان يشكو لي من ذلك، فأقول له لا بد من الصبر والاحتساب، وعليك أن تتصرَّف وفق ما يمليه عليك ضميرك، وقد صبر وجاهد وتحمَّل الكثير.
أما عن شخصيته المثالية فهو أقرب إلى النسَّاك، كان مثالياً في أخلاقه وسلوكه ووسطية تدينه؛ لا يؤذي أحداً ولا يتعرَّض للآخرين بنقد أو سوء، محبوب ممن تعامل معه، أو لحل مشكلة لابنته أو أخته، يعامل الناس بروح مرحة وابتسامة صادقة.
لكنه كان صارماً وشجاعاً ولا تأخذه في الحق لومة لائم.
استمرت علاقتنا وصداقتنا منذ ذلك الوقت، بل كانت تزداد قوة ومنعة، كنت أزوره أسبوعياً وهو أيضاً يقوم بذلك خصوصاً أننا نسكن حياً واحداً.
ومن عمق صداقتنا وأخوتنا أنه عانى من مشكلة صحية فلم يتردد في الاتصال بي في منتصف الليل لكي أرافقه للمستشفى للعلاج.
وظل دائماً وحتى إلى أن مرض مرضه الأخير يتصل بي أسبوعياً كل يوم اثنين ويسأل عن أحوالي، ولم ينقطع عن ذلك حتى دخوله الأخير إلى المستشفى.
مهما تحدثت عن أخي المرحوم عبد الله العقل الذي كان ملء السمع والبصر لن أوفيه حقه، ولقد أحسن الإخوان الأعزاء مثل سعادة الأستاذ خالد المالك، وسعادة الأستاذ سليمان الجاسر الحربش اللذين رثياه في مقالتين ممتازتين في جريدة الجزيرة الغراء.
وفي الختام أدعو الله العلي القدير أن يرحم الفقيد وأن يتغمده برحمته وعفوه، وهو إن شاء الله خليق بذلك.
وعزائي لأخيه الأستاذ علي العقل ولابنيه محمد وعصام وبناته وكل معارفه وأصدقائه، والله ولي التوفيق.
** **
- عبد الله العلي النعيم