علي الصحن
في المنافسة على الحصول على ملعب جامعة الملك سعود التي فتحت مظاريفها أمس الأول، تأكدنا من جديد أن التعصب سيلاحق كل شيء، وأن تسفيه الآخر والتقليل منه ورمي التهم على الآخرين سيتواصل، وأن بعضهم لن يغير طباعه ولا أفكاره، وأن عدم القبول بالمنافسة الشريفة سيظل ديدن البعض وطريقته في التعامل مع كل الأحداث الرياضية.
في منافسة الملعب -وبغض النظر عن الكاسب والخاسر- تأكدنا أيضاً أن هناك من لديه الاستعداد للحديث عن أي شيء، وتفسير كل شيء، وأنه سيتحدث عن التحكيم والإخراج التلفزيوني وأرضية الملعب وإصابات الملاعب وطرق اللعب والأنظمة واللوائح، والقرارات والتوجيهات.. وعن نظام المنافسات والمشتريات الحكومية ولائحته التنظيمية، رغم أنه لا يعرف هذا النظام ولا طرق العمل به وتفسيره، ولا الاستثناءات فيه، ولا عن أي شيء سوى أنه قرأ العرض الأقل والعرض الأعلى، وهو لا يفرق بين عبارات مثل مزايدة ومناقصة ومنافسة وعطاء وفتح مظاريف وفحص عروض وترسية...الخ!! هو يعرف فقط أن ناديه المفضل يجب أن يكسب الجولة، وأن يتهكم على منافسيه، دون اعتبار لأي شيء ولا تقدير واحترام لكل شيء!!
ملعب الجامعة تحفة معمارية مميزة وهو يستحق التنافس والرغبات العالية بالحصول عليه، لكنه في النهاية ملعب، ولن يكون أكثر من ذلك، الهلال حقق البطولات على هذا الملعب وعلى غيره من الملاعب، وهو قادر على تحقيقها حتى لو خسر فرصة الاستحواذ عليه من جديد، والنصر كذلك، العبرة في النهاية ليست في الملعب، ولكن في من يلعب!!
في حكاية ملعب الجامعة تمنيت لو خرجت بعض البرامج الرياضية من دائرة ضيوفها الحصريين، وانصرفت إلى استضافة متخصصين في مجال المنافسات والمشتريات الحكومية من أجل كشف كل شيء، وزيادة الوعي لدى مشاهديها، وتقديم مادة مناسبة تناسب الحدث النادر بين أنديتنا، غير أنها لم تذهب لذلك وظلت تدور في نفس الدائرة تستضيف نفس الأسماء، والتي تتحدث عن كل شيء وبعضها لديه الاستعداد للإفتاء في كل شيء، حتى أولئك الذين حاولوا المرور على نظام المنافسات والمشتريات الحكومية ولائحته التنفيذية، خلطوا بين النظام الجديد الصادر عام 1440هـ، والنظام السابق الصادر عام 1427 واللائحة التنفيذية لكل نظام، ولم يفطنوا لقرار مجلس الوزراء رقم (649) وتاريخ 13-11-1440هـ، ولاسيما الفقرة (ثانياً) من القرار، وهذا لأنهم غير متخصصين في الموضوع، ولا محيطين بكل أبعاده ولم يسبق المرور عليه من قبل، كما أن بعضهم قد يمر على النظام واللائحة لكنه لا يعرف ما صدر بعدهما من توجيهات أو قرارات أو تعديلات، فضلاً عن عدم القدرة على التفسير الصحيح لمنطوق المادة النظامية، والفقرات أو الإيضاحات المتعلقة بها.
المفترض من البرامج الرياضية، وفي كل شأن أن تستضيف متخصصين في المجال الذي يدور النقاش حوله، فليس من المعقول أن يتحدث نفس الأشخاص عن كل شيء، ففي النهاية هناك أمور لها أهلها، ولا يمكن تحويل أمور تحكمها اللوائح والأنظمة إلى نقاشات على شاكلة لاعبنا الأسطورة ولاعبكم لا، وهذه قصاصتنا فأين وثائقكم، ونجمنا قال، ونجمكم ماذا قال؟!!
أعود إلى حيث بدأت.. وأقول ملعب الجامعة تحفة مميزة ويستحق هذا التنافس، لكن التنافس يجب ألا يتجاوز حدوده، والاختصاصات يجب ألا يتحدث عنها من ليس بأهلها.
في النهاية: الملعب لن يحقق شيئاً..الأهم من يلعب عليه!!