عن دار كلمات للنشر والتوزيع في الكويت صدر كتاب «خزانة الكتب الجميلة» اختيار وترجمة أحد الزناتي.. ويضم الكتاب مقالات عن أدباء وكتّاب عالميين.. وقد اختار المؤلف اسم الكتاب من فقرة جميلة كان قد قرأها في مذكرات الروائي الألماني هيرمان هيسه وهو يحكي عن مكتبة جده السحرية أو خزانة الكتب الجميلة كما أسماها.
ومن صفحات الكتاب نقتطف هذه الباقة:
* يشبه الروائي الأمريكي هنري ميللر لقاءاته بالكتب بلقاءات مع ظواهر أخرى مشابهة في الحياة.. يقول ميللر إن اللقاءات مع الكتب جميعها مرتبة لا مكان فيها للصدفة فتتحول الكتب إلى مكون أساسي من مكونات الحياة والعالم.
* يقول خورفي لويس بورخيس: اعتبر نفسي قارئاً في الأساس وقد تجرأت على الكتابة ولكنني أظن أن ما قرأته أهم بكثير مما كتبته.. فالمرء يقرأ ما يرغب فيه لكنه لا يكتب ما يرغب فيه وإنما ما يستطيعه.
* ويقول كافكا: يجب علينا قراءة الكتب التي تدمينا وتغرس خناجرها فينا، وإذا كان الكتاب الذي نقرؤه لا يوقظنا من غفلتنا فلم نقرؤه أساساً.. يجب أن يكون الكتاب هو الفأس التي تكسر جمودنا.. هذا هو اعتقادي.
* هارولد بلوم الأكاديمي المخضرم يقول إن انتقاءنا للأشعار التي نقرؤها هو في الأغلب وليد حاجة روحية هي حاجة الخروج من رقدة الموت أو الهروب من رتابة الحياة العادية وربما كآبتها في بعض الأوقات.. قراءة الشعر هي الخروج إلى النهار وإلى رحابة الحياة.
الشاعر الأمريكي والاس ستيفنس كان يرى في كتابة الشعر في أيامه الأخيرة فرصة للتغلب على آلام السرطان الرهيبة التي قضت عليه.. كانت كتابة الشعر وقراءاته صرخة تتحدى الموت. وفي كتابه كيف نقرأ ولماذا يضع هارولد بلوم خلاصة يقول فيها:
وظيفة الإنسان هي البحث عن الكتاب الذي يكتشف نفسه فيه.. هي البحث عن القصة التي تحكيه.
وينهي كتابه بعبارة بليغة وهي أنه لا توجد طريقة واحدة للقراءة الجيدة، فالمعلومات المتاحة غير محدودة فأين توجد الحكمة.. الوقت قصير، والعمل عظيم.
وقال: صحيح أن شكسبير لن يصنع منك شخصاً أفضل أو أسوأ لكنه قد يعلمك كيف تنصت إلى نفسك حين تتحدث إليها.. قد يعلمك كيف تقبل التغيير الذي يطرأ على حياتك وحياة من حولك..
إن العدو الأكبر للتعليم والثقافة في عصرنا الراهن هو التشتت الذهني الواضح في عصر المعلومات، حيث نمطر يومياً بوابل من الكتب والأعمال والنصوص والمعلومات والأخبار.
* يؤكد البرتو ما نجويل على فكرة مهمة وهي أن لكل واحد منا كتاباً واحداً عظيماً قد يهجره صاحبه سنوات لكنه يعود له يوماً ليجد الكتاب في انتظاره، فالكتب صبورة ووفية لأصحابها.
* والروائي جون شتاينبك يقول: إن كانت الكلمات المكتوبة قد ساهمت بشيء نحو تطوير حياتنا أو حضارتنا بوجه عام فأظن أن أعظم إسهام يكمن في النتيجة التالية: الكتابة العظيمة هي مادة نتكئ عليها لنواصل حياتنا، هي عصارة نستخلصها من الحياة إذا تعثرنا.. هي قوة نستعين بها على الضعف.
* والروائي فلاديمير نابوكوف كتب في ثلاثة أشهر مذكراته المشتملة على أحلامه.. كان يكتب فور الاستيقاظ من النوم مباشرة.. جمع هذه الأحلام وعددها أربعة وستون حلماً في كتاب.. وقد ظهر الكتاب بصور البطاقات الأصلية التي حررها بيده.. وجاءت الفكرة لديه بعد قراءة كتاب تجربة مع الزمن للفيلسوف البريطاني سجون دون الذي قال فيه أن الأحلام ليست منتجاً من منتجات العقل الباطن يفرزها اللاوعي في أثناء النوم، بل قد تكون رؤيا لأحداث ستقع مستقبلاً، وهي فكرة ليست جديدة لكنها رسخت في عقل نابوكوف.
* الأديب بيتر هانده في رواية ليلة على نهر مورافا ورغم محاولته لرسم بورتريه شخصي عن حياته يتلاعب بسيرته الذاتية تلاعباً روائياً ذكياً فيشيد متاهات ويختلق تفاصيل وهمية تفتح أبوباً لا نهائية من التأويلات محاولاً في الوقت ذاته محو أي أثر يقود القارئ لتخيل سيرة ذاتية حقيقية لحياته.
ويقول إيتالو كالفينو في إحدى رسائله: الحقيقة أنني سجين نمط محدد من الكتابة ولا بديل عن الهروب من ذلك النمط مهما كلفني الأمر، لا أسعى إلى كتابة عمل مختلف، بل إلى تحطيم ذلك الإيقاع السردي المتكرر.